السيطرة على المعلومة: كيف تخوض السلطة حرباً على الحقيقة في السودان
بورتسودان – الغد السوداني
في خضم الحرب التي تجتاح السودان، يواجه الصحفيون والمواطنون على حد سواء تحديات هائلة في الوصول إلى المعلومات الموثوقة. ومع تصاعد النزاع، برز التعتيم الإعلامي كأداة مركزية للسلطة، حيث وجه مجلس الوزراء الانتقالي مؤخرًا الوزارات والهيئات الحكومية إلى الالتزام بقرارات سابقة تجعل وكالة السودان للأنباء (سونا) المصدر الوحيد للأخبار الرسمية.
هذا القرار، المستند إلى نصوص قانونية منذ عام 2015، يهدف وفقًا للحكومة إلى “ضبط التصريحات ومنع التضارب في خطاب الدولة”، إلا أن مراقبين يرون فيه محاولة صارخة لتقييد حرية التعبير وتوحيد الخطاب الإعلامي الرسمي بما يخدم مصالح السلطة، خصوصًا في ظل ما تسميه الحكومة “معركة الكرامة”.
القيود الإعلامية: سياسة تكميم الأفواه
تعمل الحكومة على تحصين مؤسساتها الإعلامية تحت مظلة الرقابة المشددة. هذا التوجه ظهر جليًا من خلال بيان وزير شؤون مجلس الوزراء عثمان حسين عثمان، الذي أكد أن الإعلام يمثل “ذراعًا مهمة في إدارة الحرب”، ما يبرر – من وجهة نظر الحكومة – هذه السيطرة.
لكن هذه الخطوة ليست معزولة. فمنذ بداية النزاع، شكا الصحفيون من صعوبة الوصول إلى المعلومات، مع تزايد الرقابة الذاتية خوفًا من الملاحقة، أو التوقيف والإختفاء القسري، والاعتماد الحصري على القنوات الرسمية التي أصبحت النافذة الوحيدة للبيانات.
الإعلام تحت الحصار
تعاني وسائل الإعلام المستقلة من تضييق متزايد، ما يدفعها للعمل في ظروف قاسية إو التوقف احيانًا بينما يواجه المواطن السوداني تدفقًا محدودًا من المعلومات في ظل حجب الإنترنت المتكرر والسيطرة على الفضاء الرقمي.
ومع استمرار الحرب، تزداد المخاوف بشأن فقدان السودان تنوعه الإعلامي، وهو ما ينذر بتحول المشهد الإعلامي إلى أداة دعائية محضة.