في ذكرى رحيله الرابعة.. الإمام الصادق المهدي: زعيم الفكر والحكمة وصوت المقاومة ضد التطبيع
الخرطوم – الغد السوداني
يصادف اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار، الذي غيبه الموت في 26 نوفمبر 2020 عن عمر ناهز 85 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا. ترك المهدي إرثًا فكريًا وسياسيًا جعل منه أحد أبرز الشخصيات السودانية والعربية في القرن العشرين.
المفكر والحكيم
لم يكن المهدي زعيمًا سياسيًا تقليديًا؛ فقد جمع بين الفكر والحكمة، مقدّمًا رؤى مستقبلية بشأن القضايا الوطنية والدولية. في واحدة من أبرز محاضراته التي ألقاها بجامعة الأحفاد في أم درمان بتاريخ 26 سبتمبر 2020، قبل أشهر قليلة من وفاته، قدم المهدي تحليلًا عميقًا حول مخاطر التطبيع مع إسرائيل، محذرًا من تداعياته السياسية والاجتماعية على السودان.
أكد المهدي أن التطبيع يتعارض مع القيم الوطنية والمصالح العليا، مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست دولة طبيعية بسبب سياساتها الاستيطانية والعنصرية، ورفضها الالتزام بالقرارات الدولية، مثل قرار 242 وقرار 194 الخاص بحق عودة اللاجئين.
موقفٌ لا يُساوم
شدد المهدي على أن التطبيع في ظل الظروف الهشة التي تمر بها البلاد يمثل خطوة ابتزازية أكثر منها استراتيجية، داعيًا القوى السياسية والشعبية إلى التوحد في مواجهة الضغوط الدولية. لم يكتفِ بالإدانة، بل طرح مبادرات عملية، منها تأسيس الهيئة السودانية العليا لمقاومة التطبيع، التي دعا إلى انضمام القوى السياسية والطوائف الصوفية إليها.
وأطلق المهدي تحذيرات من التغلغل الإسرائيلي في السياسات الأمريكية، مشيرًا إلى أن النفوذ اليهودي الكبير في الإعلام والشركات الكبرى ساهم في تشويه مواقف دول الشرق الأوسط.
زعيم بمواقف خالدة
حمل المهدي مواقف تاريخية تدعو إلى العدالة والحق. فمنذ بداياته السياسية وحتى وفاته، ظل يدافع عن استقلال السودان ووحدته الوطنية، متبنيًا مواقف ثابتة تجاه قضايا فلسطين وداعيًا إلى حلول تقوم على القرارات الدولية واحترام حقوق الشعوب.
رحيلٌ ولكن البصمة باقية
رغم رحيله، يظل إرث الصادق المهدي حاضرًا في الوجدان السوداني والعربي. ففكره المقاوم ومواقفه الصلبة تشكل مرجعية للأجيال القادمة في مواجهة التحديات، وخاصة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.