تردي الأوضاع بجنوب الحزام: انقطاع الكهرباء والمياه يفاقم الأزمة الإنسانية
تصاعد المعاناة في ظل غياب الخدمات الأساسية
الخرطوم – الغد السوداني
تشهد منطقة جنوب الحزام في العاصمة السودانية الخرطوم ظروفًا إنسانية هي الأسوأ منذ سنوات، حيث يعاني سكانها من انقطاع متواصل في الخدمات الأساسية وتزايد العمليات الحربية التي أودت بحياة مئات المواطنين.
انهيار الخدمات الأساسية
دخلت أزمة انقطاع الإنترنت والاتصالات في جنوب الحزام شهرها التاسع، مما أدى إلى عزل المنطقة تمامًا عن العالم الخارجي. هذا الوضع تفاقمه أزمة انقطاع التيار الكهربائي المستمرة منذ سبعة أشهر، والتي أدت إلى توقف معظم الأنشطة اليومية، وجعلت الحياة أكثر صعوبة للسكان.
ويعاني سكان المنطقة أيضًا من أزمة مياه خانقة، حيث يعتمد المواطنون على المياه الجوفية باستخدام وسائل بدائية مثل الدلو، أو شراء المياه بأسعار باهظة من صهاريج تُجرها عربات الكارو.
كارثة صحية متفاقمة
تعتبر الخدمات الصحية في المنطقة منعدمة تقريبًا، حيث يعاني مستشفى بشائر، وهو المشفى الوحيد في المنطقة، من ضغط كبير نتيجة نقص الكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية، إضافة إلى ندرة الأدوية، خصوصًا تلك المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة. ومع تصاعد النزاع في الأشهر الأخيرة، استقبل المستشفى عشرات الجرحى، بينما ينتظر العديد من الجثامين في المشرحة بسبب عدم قدرة ذويهم على تسلمها في ظل الظروف الأمنية المتدهورة.
الأمن في أدنى مستوياته
شهدت المنطقة تصاعدًا كبيرًا في العمليات الحربية خلال الشهرين الماضيين، مما أدى إلى وفاة أكثر من 200 شخص وإصابة ما يزيد عن 120 آخرين، العديد منهم في حالات حرجة. الخطر اليومي بات يطارد سكان المنطقة، الذين يعيشون تحت وطأة القصف والمواجهات العسكرية.
توقف الدعم الإنساني
أدى توقف مصادر الدعم عن غرفة طوارئ جنوب الحزام (قطاع الأزهري) إلى إغلاق كافة التكايا التي كانت تقدم المساعدات الأساسية للسكان. هذه المؤسسات الخيرية كانت تمثل شريان الحياة الوحيد للآلاف، ومع توقفها بات السكان يواجهون صعوبة غير مسبوقة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.