في نيروبي: الفنانون التشكيليون السودانيون يجمعون العالم تحت راية “لا للحرب”

نيروبي – الغد السوداني

دشّن الاتحاد العام للفنانين السودانيين حملة موسعة تحت عنوان “لا للحرب وضد الكراهية والعنصرية” بالعاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة أكثر من مائة فنان تشكيلي من 14 دولة، حيث اجتمعوا لرفع أصواتهم ضد الحرب والعنف، معبرين من خلال فنهم عن رسالة سلام ومحبة.

 

وسط حضور كبير من الصحفيين، الناشطين، والمجموعات الشبابية والنسوية، صرّح الفنان التشكيلي عصام عبدالحفيظ، خلال تدشين المعرض الافتراضي للحملة، بأنهم قرروا إطلاق هذه المبادرة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السودان حاليًا، من نزوح وقتل واعتقال إلى مجاعة وتسمم. وأضاف: “بسبب هذه الحرب، أصبحنا في وضع غير إنساني”. ويهدف المعرض لتقديم صوت إبداعي متميز للفنانين التشكيليين الذين لعبوا دورًا رياديًا في ثورة ديسمبر السودانية، حيث قدموا أكثر من خمسة آلاف بوستر وجداريات أصبحت علامة مميزة في الرسائل البصرية للثورة.

 

الفن كأداة للتغيير

وأوضح عبدالحفيظ أن هذه الحملة شهدت مشاركة أكثر من 100 فنان تشكيلي، مؤكدًا: “نمد أيادينا لكل قطاعات المجتمع ونرفع صوتنا عاليًا قائلين: لا للحرب، وضد الكراهية والعنصرية”. وتم تنظيم الحملة بالتعاون مع مجموعات فنية متنوعة مثل “لوحة حب الوطن”، “أصوات المدينة”، “جايطة” و”البرندة”، مما يعزز من تأثيرها وتنوعها.

 

من جهته، أكد الفنان التشكيلي الطيب ضو البيت أن “الفن للحياة والتنمية والسلام، وضد الحرب”. وأشار إلى أن الفن كان دائمًا في المقدمة لنشر التنوير والسلام والمحبة في كل حروب السودان السابقة وثوراته، لافتًا إلى أن الحملة تسعى لبث روح الأمل والسلام بين السودانيين في الوطن وخارجه.

 

جسر للتواصل الإنساني عبر الفن

تأتي هذه المبادرة في وقت حرج يعيشه السودان، حيث يعاني الشعب من آثار الحرب والنزوح، وتعكس دور الفن في بناء جسور التواصل وتعزيز روح التضامن بين الشعوب. ويأمل الفنانون المشاركون أن تسهم هذه الحملة في رفع الوعي بأهمية السلام ونبذ العنف، إلى جانب تقديم رؤية جديدة لمستقبل خالٍ من الصراعات.

 

من نيروبي، يطلق الفنانون التشكيليون السودانيون رسالة قوية للعالم: الفن يمكن أن يكون أداة فعالة للتغيير، ونبذ العنف، وتعزيز قيم السلام والمحبة. ويسعى هؤلاء الفنانون، من خلال أعمالهم، إلى تحويل الألم والمعاناة إلى قوة تدفع نحو مستقبل أفضل، ليس فقط للسودان بل للعالم أجمع.