روسيا تعطل قرارًا دوليًا بوقف القتال في السودان والأزمة الإنسانية تتفاقم
نيويورك، الخرطوم (وكالات) – الغد السوداني
في خطوة مفاجئة، استخدمت روسيا، الإثنين، حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين. ويأتي هذا الفيتو في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث تعاني مناطق واسعة من السودان من اشتداد النزاع المسلح، وخاصة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
زيارات دبلوماسية مكثفة وسط التصعيد
في نفس اليوم، وصل المبعوث الأميركي الخاص توم بيرييلو إلى مدينة بورتسودان في زيارة سريعة استمرت بضع ساعات، التقى خلالها برئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان. كما شملت لقاءاته وزير الخارجية علي يوسف ومفوض العون الإنساني إلى جانب عدد من القيادات الأهلية، حيث تناولت النقاشات الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وسبل وصول المساعدات وحماية المدنيين.
تصاعد الانتهاكات في العاصمة
على صعيد آخر، أصدرت شبكة أطباء السودان بياناً استنكرت فيه ما وصفته بعمليات النهب والتهجير القسري التي تمارسها قوات الدعم السريع. وأشارت الشبكة إلى اجتياح منطقة “ود أبو صالح” بشرق النيل، حيث تم نهب المستشفى والصيدليات وتعطيل مصادر المياه، مما دفع مئات العائلات إلى النزوح نحو منطقة “ود حسونة”. وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بالتدخل واتخاذ إجراءات صارمة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان.
اتهامات متبادلة وسط مأساة إنسانية متفاقمة
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن تلك الانتهاكات، مؤكدة التزامها بعملية السلام. ومع ذلك، يتهمها العديد من الجهات المحلية والدولية بارتكاب جرائم حرب، خاصة في غرب دارفور، حيث قُتل ما بين 10,000 إلى 15,000 شخص وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وتشير الإحصاءات إلى أن الصراع الذي اندلع منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أودى بحياة عشرات الآلاف، كما شرد أكثر من 11 مليون شخص داخل وخارج البلاد، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم في العصر الحديث.
ردود أفعال دولية متباينة
إزاء هذا التصعيد، تباينت ردود الفعل الدولية. فبينما دعت بعض الدول إلى زيادة الضغوط على الأطراف المتنازعة لإيقاف العنف، تواجه الأمم المتحدة تحديًا كبيرًا بعد عرقلة القرار الأخير بسبب الفيتو الروسي. ورغم ذلك، تظل الدعوات مستمرة من قبل المنظمات الإنسانية والدولية للبحث عن حلول عاجلة تنهي هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.