بورصة القضارف تستقطب 42 شركة عالمية لتسويق السمسم وسط ارتفاع الإنتاج وتحديات قرارات بنك السودان
القضارف – الغد السوداني
في خطوة تهدف إلى تعزيز قطاع الزراعة في شرق السودان، انطلقت الأحد عمليات تسويق محصول السمسم في بورصة ولاية القضارف، وسط حضور لافت من الشركات والمستثمرين. ومع بداية الموسم الصيفي الحالي، شهدت الولاية زراعة 9.5 مليون فدان، منها 1.250 مليون فدان مخصصة لمحصول السمسم، مما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا عن الموسم السابق الذي سجل 650 ألف فدان فقط.
تزايد المنافسة والشركات المستثمرة
أكدت وزيرة المالية المكلفة بولاية القضارف، نجاة أحمد إبراهيم، أن عمليات التسويق في البورصة بدأت بزخم كبير مع وصول حجم الوارد إلى 145 ألف جوال من السمسم في اليوم الأول. وأشارت إلى تزايد اهتمام الشركات العالمية بالسوق السوداني، حيث بلغ عدد الشركات المشاركة 42 شركة مقارنة بـ25 شركة فقط في العام الماضي، مما يعكس تصاعد التنافس على شراء المحصول الاستراتيجي.
وأضافت الوزيرة أن القطاع المصرفي ساهم بتمويل الموسم الزراعي بمبلغ 45 مليار جنيه سوداني، أي ما يعادل 50% من إجمالي التمويل، فيما تكفلت المصارف الولائية بتغطية النسبة المتبقية، مما ساعد في تمويل 3.951 مزارعًا لزراعة 3.650 مليون فدان. هذا الدعم المالي جاء بالتزامن مع ارتفاع سعر قنطار السمسم الذي وصل إلى 146 ألف جنيه، ما يعكس تحسنًا في عائدات المزارعين.
تحديات السيولة النقدية والقرارات المصرفية
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، أبدى خبراء زراعيون واقتصاديون تخوفهم من تأثير قرارات بنك السودان المركزي على عمليات الشراء والحصاد. فقد قرر البنك تغيير فئة الألف جنيه وإلزام المواطنين بإيداع الأوراق النقدية القديمة في حساباتهم المصرفية، مما قد يؤدي إلى نقص السيولة النقدية في الأسواق.
وصف الخبير الزراعي مأمون ضو البيت هذا القرار بأنه “غير مناسب” في ظل حاجة المزارعين والشركات إلى السيولة لشراء المحصول. وأكد على ضرورة توفير النقد لدعم عمليات الحصاد، خاصة وأن إنتاج السمسم في القضارف يشهد ارتفاعًا، مما يعزز من تنافس الشركات في البورصة.
توقعات الإنتاج واستراتيجية التخزين
تأتي هذه التطورات في وقت تتوقع فيه وزارة الزراعة إنتاج 7 ملايين طن من الذرة والدخن بحلول نهاية العام الحالي ومطلع العام المقبل، وهو ما يفوق حاجة البلاد ويعزز فرص التصدير. وأوصى الخبراء بضرورة تخزين المحاصيل في مواقع آمنة لتفادي أي خسائر محتملة، خاصة في ظل توقف الأنشطة الزراعية في ولايات كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ووفقًا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، سجل إنتاج السودان من الحبوب في 2023 انخفاضًا بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق، مما يجعل بورصة القضارف محطة رئيسية لتسويق المحاصيل وتحقيق العوائد المطلوبة لدعم الاقتصاد المحلي.