اعلان ماس فيتالس

أزمة إنسانية في السودان: نزوح أكثر من 343 ألف شخص من الجزيرة بسبب تصاعد العنف

بورتسودان – الغد السوداني

 

في تصاعد للأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان، أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أكثر من 343 ألف شخص من ولاية الجزيرة إلى ولايات أخرى، بين 20 أكتوبر و13 نوفمبر الجاري. يأتي هذا النزوح نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تشير الأرقام إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق في المنطقة.

نزوح جماعي وأرقام مقلقة
وفقًا للبيان الصادر عن منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح ما يقارب 343,473 شخصًا، يمثلون حوالي 68,801 أسرة، من مواقع مختلفة في ولاية الجزيرة. وقد تم توجيه هؤلاء النازحين بشكل أساسي إلى ولايات كسلا، القضارف، ونهر النيل، هربًا من العنف المتزايد. وأوضحت المنظمة أن مناطق شرق الجزيرة، بما فيها مدن مثل تمبول، رفاعة، والجنيد، كانت الأكثر تضررًا، حيث شهدت نزوحًا مكثفًا بلغ 135,405 شخصًا خلال عشرة أيام فقط من أكتوبر الماضي.

اشتباكات وتصعيد جديد
يعود جزء من تصاعد الأزمة إلى الانشقاق الأخير للقائد الميداني في قوات الدعم السريع، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه للقوات المسلحة السودانية، مما أدى إلى هجمات انتقامية. وأدى هذا التصعيد إلى نزوح إضافي في مناطق العيدج ومحلية أم القرى، حيث سجلت منظمة الهجرة الدولية نزوح 208,068 شخصًا إضافيًا بين 30 أكتوبر و13 نوفمبر.

مسارات النزوح والمناطق المستهدفة
كشفت البيانات أن النازحين اتجهوا نحو 38 محلية في سبع ولايات، حيث نزح 44% منهم إلى ولاية القضارف، وتحديدًا إلى مدينة القضارف التي استقبلت 50,000 نازح، بينما استقر نحو 34,000 نازح في قرى البطانة. وبلغت نسبة النازحين إلى ولاية كسلا حوالي 27%، تركزوا في حلفا الجديدة ونهر عطبرة، في حين أن 23% اتجهوا إلى ولاية نهر النيل، وخاصة في مدينتي شندي والمتمة.

تحديات إنسانية وقيود على الحركة
أشارت الفرق الميدانية لمنظمة الهجرة الدولية إلى استمرار حركة النزوح بسبب عدم الاستقرار الأمني ونقص الموارد الأساسية. وأوضحت التقارير وجود قيود على حركة النازحين في مناطق سيطرة الجيش، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني ومنع بعضهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا.

توقعات بتفاقم الأزمة
يتوقع استمرار تدفق النازحين خلال الأسابيع القادمة، حيث تعتمد تحركاتهم على مدى توفر مواقع الإيواء والمساعدات الإنسانية، وسط دعوات للمنظمات الدولية لتكثيف الجهود لتقديم الدعم الطارئ وتخفيف معاناة المتضررين.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.