امتحانات الشهادة السودانية: تحديات النزوح وتأجيلات مستمرة بسبب الحرب
بينما تستمر المواجهات العنيفة في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يجد مئات الآلاف من الطلاب السودانيين أنفسهم عالقين في صراع لا علاقة لهم به، حيث باتت مسألة أداء امتحانات الشهادة السودانية تحديًا كبيرًا في ظل الوضع الأمني المتدهور.
معاناة الطلاب
اندلعت الحرب في أبريل 2023، مما تسبب في تعطيل النظام التعليمي بشكل كامل، وأجبر العديد من الطلاب على النزوح إلى ولايات أكثر أمانًا. تُشير التقارير إلى أن أكثر من 500 ألف طالب كانوا يستعدون لأداء امتحانات الشهادة الثانوية التي كان من المقرر إجراؤها في يونيو 2023، إلا أن الظروف الأمنية حالت دون ذلك، وتم تأجيلها عدة مرات.
ويواجه الطلاب صعوبات متعددة تتعلق بغياب الأمن وانقطاع الخدمات الأساسية مثل الإنترنت والكهرباء، مما أثر بشكل كبير على استعدادهم للاختبارات. الطالبة مودة محمد، التي نزحت مع عائلتها إلى مدينة القضارف، أشارت إلى أن ظروف العيش القاسية في مراكز الإيواء جعلت من الصعب عليها الاستعداد للامتحانات.
تأجيلات متكررة
على مدار الأشهر الماضية، حاولت وزارة التربية والتعليم السودانية تحديد مواعيد جديدة للامتحانات، إلا أن الأوضاع الأمنية المتدهورة حالت دون تنفيذها. كان آخر موعد مقرر للامتحانات في 28 ديسمبر 2023، لكن هذه الخطط تواجه صعوبات بسبب استمرار النزاع وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وتحاول الحكومة السودانية، بالتعاون مع لجنة المعلمين، إيجاد حلول لضمان حقوق الطلاب في التعليم، من خلال تأمين ممرات آمنة للوصول إلى مراكز الامتحانات. ومع ذلك، فإن الطلاب في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع يواجهون مخاطر إضافية عند محاولتهم الانتقال إلى مناطق تحت سيطرة الجيش.
بيان الوزارة
في بيان حديث، أعلنت وزارة التربية والتعليم أن آخر موعد لتسجيل الطلاب النازحين سيكون يوم 21 نوفمبر 2024، وذلك لضمان إدراجهم في كشوفات الامتحانات النهائية. ودعت الوزارة كافة الأطراف إلى التعاون لإنجاح العملية التعليمية في ظل هذه الظروف الصعبة.