تصاعد الأزمة السودانية: مبعوث أممي جديد وخطة لوقف الفظائع

نيويورك (وكالات) – الغد السوداني

وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، تكثف الأمم المتحدة جهودها من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية وإيجاد حل سياسي للصراع المتصاعد. وأشارت مسؤولة رفيعة المستوى بالأمم المتحدة إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام، رمطان لعمامرة، يدرس إطلاق جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بهدف حماية المدنيين وتخفيف حدة الصراع.

 

جهود دولية لمواجهة الكارثة الإنسانية

عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسة خاصة لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع المتدهور في السودان. وأكدت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، في إحاطة قدمتها خلال الاجتماع، أن المبعوث لعمامرة يعكف على تقييم الخطوات المقبلة في انخراطه مع الطرفين المتحاربين، بما في ذلك إجراء محادثات تركز على الالتزام بحماية المدنيين، خاصةً في ظل التقارير المتزايدة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

 

وصرحت ديكارلو بأن المبعوث الأممي يعتزم زيارة السودان ودول الجوار في الأسابيع المقبلة للقاء مختلف الأطراف الفاعلة، بما في ذلك الجماعات المدنية، لضمان تمثيل وجهات نظرها في أي عملية تسوية. وأعربت عن قلقها إزاء تزايد الهجمات العنيفة في ولاية الجزيرة، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر أعمال العنف تطرفًا منذ بدء النزاع.

 

استمرار المعارك وتصاعد الأزمة الإنسانية

تشير التقارير الواردة من مناطق النزاع، لا سيما الفاشر والخرطوم، إلى وقوع انتهاكات مروعة تشمل العنف الجنسي والقتل الجماعي. وتستمر المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف وفقدانهم لمنازلهم.

 

وخلال الجلسة، حذرت وكيلة الأمين العام من أن الأطراف المتحاربة ما زالت مقتنعة بقدرتها على تحقيق انتصار عسكري، ما يدفعها إلى تصعيد القتال وتجنيد المزيد من المقاتلين، مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض.

 

الدعوة لإنشاء “آلية امتثال” دولية

في محاولة لمواجهة هذه التحديات، دعت المملكة المتحدة إلى إنشاء “آلية امتثال” دولية لمراقبة التزام الطرفين ببنود إعلان جدة الموقع في مايو 2023. وأشارت إلى أن مثل هذه الآلية يمكن أن تساعد في تحميل الأطراف مسؤولية انتهاكاتها، بالإضافة إلى تمهيد الطريق نحو وقف إطلاق نار محلي يمكّن من استئناف المساعدات الإنسانية.

 

بدوره، شدد مدير قسم التنسيق بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، راميش راجاسينغام، على أهمية تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، محذرًا من تفاقم الوضع الإنساني إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التصعيد.

 

مواقف متباينة داخل مجلس الأمن

تباينت آراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول كيفية التعامل مع الأزمة. فقد أعربت ممثلة الولايات المتحدة عن قلقها من الهجمات المتواصلة على المدنيين، بينما أكدت روسيا ضرورة دعم مؤسسات الدولة السودانية، معتبرة أن الجيش يمثل العمود الفقري لاستقرار البلاد.

 

ودعت ممثلة الولايات المتحدة إلى وقف توريد الأسلحة للأطراف المتحاربة، بينما شددت على أهمية إنشاء آلية رقابة لضمان وصول المساعدات الإنسانية. من جهة أخرى، أكدت روسيا على أن الحل الأمثل يكمن في دعم الحوار السوداني الداخلي لتعزيز وحدة البلاد واستقرارها.

 

نداء من منظمات حقوق الإنسان

وخلال الجلسة، وجهت نعمات أحمداي، رئيسة منظمة “نساء دارفور من أجل العمل”، نداءً عاجلًا لمجلس الأمن للوقوف إلى جانب الشعب السوداني، مؤكدةً أن الأشهر الأخيرة شهدت تصاعدًا غير مسبوق في أعمال العنف، لا سيما في دارفور. ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين، وإرسال قوة دولية تتمتع بولاية قوية لضمان السلام في السودان.

 

تداعيات الصراع وأفق الحلول

في ظل الانقسامات داخل مجلس الأمن حول كيفية معالجة الأزمة، يبقى مستقبل السودان مجهولًا، خاصةً مع استمرار الأطراف المتنازعة في تجاهل الدعوات الدولية لوقف القتال. ورغم المحاولات الأممية المتواصلة، فإن الطريق نحو تحقيق سلام دائم في السودان يبدو مليئًا بالتحديات.