اعلان ماس فيتالس

دارفور المحاصرة: قافلة إنسانية تدخل مخيم زمزم وسط أزمة المجاعة الحادة

أدري – الغد السوداني

 

في خطوة حاسمة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في شمال دارفور، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن وصول قافلة من شاحناته إلى مخيم زمزم للنازحين، وذلك بعد عبورها الحدود السودانية من تشاد عبر معبر أدري. القافلة التي تُعد بمثابة شريان حياة للآلاف، تحمل على متنها إمدادات طبية وغذائية عاجلة وحيوية لحوالي 12,500 شخص يعانون من الجوع ونقص الرعاية الصحية.

 

يمثل مخيم زمزم رمزًا مأساويًا للأزمة الإنسانية في السودان، حيث يواجه سكانه النازحون أوضاعًا صعبة تتسم بنقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، إلى جانب غياب الأمن. هذه الأوضاع تفاقمت بشكل أكبر بسبب النزاع المسلح الذي يعصف بالبلاد منذ أكثر من عام، مما أدى إلى حصار مناطق واسعة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل فعال.

 

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، على أهمية معبر أدري الذي يُعد ممراً حيوياً لنقل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في دارفور. وأوضح دوجاريك أن برنامج الأغذية العالمي نجح منذ أغسطس الماضي في نقل أكثر من 5,600 طن من المواد الغذائية والإمدادات الطبية عبر هذا المعبر، وهو ما يكفي لإغاثة قرابة نصف مليون شخص.

 

وشدد دوجاريك على ضرورة استمرار فتح هذا الممر الإنساني لضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم إلى المجتمعات التي تواجه خطر المجاعة، معربًا عن أمله في أن تساهم هذه الجهود في تخفيف معاناة السكان وتعزيز صمودهم أمام الظروف القاسية.

 

وفي ظل هذه التحديات، يواصل برنامج الأغذية العالمي توزيع المواد الغذائية على الأسر في مخيم زمزم من خلال شبكة من التجار المحليين المتعاقدين مع البرنامج. وقد تمكن حتى الآن من الوصول إلى 100,000 شخص، في حين يخطط البرنامج لتوسيع نطاق مساعداته ليشمل 180,000 شخص خلال الفترة المقبلة.

 

يأتي هذا الجهد في ظل تقرير أصدرته لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي أشار إلى أن النزاع المستمر منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قد أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، دافعًا بمخيم زمزم إلى براثن المجاعة.

 

ويبدو أن السبيل الوحيد لإنقاذ هؤلاء السكان يتمثل في استمرار تدفق المساعدات عبر معابر آمنة، فضلاً عن تضافر الجهود الدولية لتعزيز الاستجابة الإنسانية وتخفيف معاناة المتضررين.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.