“قوة التنين”: مشروع عسكري صيني قد يغير موازين القوى البحرية العالمية

واشنطن (وكالات) – الغد السوداني

 

كشفت صور الأقمار الصناعية ووثائق حكومية صينية عن مشروع عسكري طموح، يُرجح أنه قد يُحدث نقلة نوعية في قدرات البحرية الصينية. فقد أظهرت الأدلة أن الصين بدأت في بناء أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، مما يعزز من طموحاتها البحرية ويضعها في مصاف القوى البحرية العالمية.

 

تفاصيل الاكتشاف: نموذج أولي لمفاعل نووي بحري

وفقًا لتقرير وكالة “أسوشيتد برس”، أظهرت الصور والوثائق التي حصلت عليها الوكالة نموذجًا أوليًا لمفاعل نووي جديد، يُعتقد أنه مخصص لتشغيل حاملة طائرات. وتم اكتشاف المشروع، الذي يحمل اسم “لونغوي” أو “قوة التنين”، بواسطة باحثين من معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في كاليفورنيا، خلال تحليلهم لمنشأة جبلية في منطقة ليشان بمقاطعة سيتشوان.

 

وأكد الباحثون أن المفاعل في مراحله الأولية، ويهدف إلى تطوير الطاقة النووية لدعم السفن الحربية الصينية، مما يُشير إلى توجه بكين نحو تحديث قوتها البحرية لتشمل حاملات طائرات نووية. هذه الخطوة تُعتبر قفزة نوعية تعزز مكانة الصين كقوة بحرية عالمية قادرة على تشغيل أسطول بحري في أعالي البحار.

 

تصاعد التحديث البحري الصيني

شهدت البحرية الصينية في السنوات الأخيرة طفرة في التحديث، بما في ذلك زيادة عدد السفن الحربية وتحسين قدراتها اللوجستية. وفي تقرير سنوي للبنتاغون حول القوة العسكرية الصينية، تم التنبؤ بأن أسطول الصين البحري قد يتجاوز 400 قطعة بحلول العقد القادم، مما يوسع من نفوذها العسكري في المحيطات.

 

وأضاف تونغ تشاو، زميل بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، أن “حاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية من شأنها أن تضع الصين ضمن قائمة النخبة البحرية العالمية، والتي تضم حاليًا الولايات المتحدة وفرنسا”.

 

إن تطوير حاملة طائرات نووية لن يعزز فقط القدرة الهجومية للبحرية الصينية، بل سيمكنها أيضًا من البقاء لفترات أطول في المياه الدولية، مما يزيد من مرونتها التشغيلية ويعزز من تأثيرها الجيوسياسي في المحيطين الهندي والهادئ.

 

انعكاسات استراتيجية على الساحة الدولية

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبيرة، حيث تسعى الصين لتعزيز وجودها في المحيطين الهندي والهادئ وتوسيع نطاق نفوذها العسكري. ويرى محللون أن إضافة حاملات طائرات نووية سيعزز من قدرة الصين على تنفيذ عمليات بحرية بعيدة المدى، مما يزيد من تعقيد حسابات القوى البحرية الغربية.

 

الخيارات المستقبلية: تحدٍ للقوى الغربية

قد تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها تحديات جديدة في ظل تعزيز الصين لقوتها البحرية. فمن المتوقع أن تسعى واشنطن لتعزيز تواجدها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ كجزء من استراتيجية الردع أمام الصين، خاصة في ظل تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي وتايوان.