افتتاح معرض السيسبانه بمدينة نصر: السودانيون يبنون جسوراً اقتصادية في بلدان اللجوء
القاهرة – الغد السوداني
افتُتح اليوم في قلب مدينة نصر بالقاهرة معرض السيسبانه، الذي يمثل ملتقى للابتكار والإبداع السوداني. شهد المعرض حضورًا لافتًا من رواد الأعمال السودانيين، الذين يسعون لاستعادة جزء من حياتهم التي دمرتها الحرب في وطنهم عبر خلق شراكات تجارية واجتماعية جديدة في بلدان اللجوء.
المعرض، الذي سيستمر لثلاثة أيام، يهدف إلى تعزيز الاقتصاد السوداني خارج الحدود من خلال تقديم منصة لأصحاب الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم والتفاعل مع مجتمع الأعمال في مصر. ضمّ المعرض مجموعة متنوعة من العروض، بدءًا من مستحضرات التجميل المصنوعة محليًا، مرورًا بتصميم الأزياء الرجالية والنسائية، وصولًا إلى تكنولوجيا المعلومات وحلول التصنيع.
إحياء الاقتصاد السوداني في الخارج
مع استمرار الأزمة في السودان، يسعى السودانيون إلى إيجاد فرص جديدة لتطوير أعمالهم وإعادة بناء حياتهم في بلدان اللجوء. يقدم معرض السيسبانه فرصة لهؤلاء للتواصل مع مستثمرين ومصانع تعبئة وتغليف، بالإضافة إلى موردين للمواد الخام، مما يساعدهم على تعزيز قدراتهم الإنتاجية وفتح أسواق جديدة.
يشمل المعرض قسم “البازار” الذي ترعاه شركة “ليموند”، ويضم أكثر من 50 عارضًا يقدمون منتجات متنوعة تتراوح بين مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إلى جانب قسم خاص للخامات والصناعات اليدوية. وتهدف هذه الأقسام إلى دعم المشاريع التي لم تسجل بعد تحت مظلة وزارة الصحة المصرية أو هيئة الغذاء والدواء، وتمكينها من الحصول على شهادات معتمدة تساعدها في توسيع نطاق عملها.
بناء الجسور وتعزيز الشراكات
خلال جولتنا في المعرض، لفت انتباهنا قسم التصميم السوداني الذي يعكس تنوع الأذواق الثقافية، حيث عرضت تصاميم مميزة للأزياء الرجالية والنسائية السودانية الحديثة. وأشار مصمم الأزياء السوداني عبد الله عبد الرحيم، الذي اضطر لمغادرة السودان بسبب الحرب، إلى أن “هذه الفعالية تتيح لنا الفرصة للتعريف بثقافتنا وإبداعنا، كما تساعدنا في بناء شراكات جديدة مع مصممين مصريين وعرب.”
واستعرض المعرض أيضًا تقنيات حديثة في مجال الطب التجميلي غير الجراحي، مع تركيز على مستحضرات التجميل الطبيعية وتقنيات الليزر، التي تجذب المهتمين بالجمال من مختلف الجنسيات. كما يوفر المعرض فرصة للشركات السودانية الناشئة للتسجيل تحت نقابة المهن الطبية والتجميلية في مصر، مما يفتح أمامها أبوابًا جديدة للتوسع.
الدعم الإعلامي والفعاليات الترفيهية
شهد اليوم الأول حضورًا كبيرًا من الإعلاميين والشخصيات العامة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين الذين أضفوا حيوية على أجواء المعرض. من بين الرعاة البارزين، كانت هناك الرعاية الذهبية من شركات مثل “إن زون”، إلى جانب قناة “حكاية”. ويتميز الرعاة الذهبيون بإبراز شعاراتهم على كافة المواد الدعائية، مما يعزز من تواجدهم في السوق المصري.
وتضمن المعرض أيضًا برنامجًا ترفيهيًا متكاملًا من حفلات غنائية وفعاليات تفاعلية، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الزوار، ما يعزز فرص البيع المباشر والترويج للعلامات التجارية المشاركة.
فرص للرعاية والشراكة
يوفر معرض السيسبانه باقات رعاية ذهبية وفضية، تتيح للشركات فرصة للتميز في عرض منتجاتها، وذلك عبر مساحات عرض مميزة وإعلانات ترويجية مباشرة. ويهدف منظمو المعرض إلى خلق بيئة تفاعلية تدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك التي لم تحظَ بفرص سابقة للترويج.
أوضحت، ريماز عبد الرازق محمد، المنسقة العامة لمعرض السيسبانه، أن “المعرض ليس مجرد فعالية تجارية، بل هو منصة لتوحيد الجهود بين السودانيين والمصريين لتعزيز الاقتصاد المشترك، وفتح مجالات أوسع للتعاون والاستثمار.”
آمال وأحلام
مع ختام اليوم الأول من المعرض، بدت الآمال كبيرة في أن يكون السيسبانه نقطة تحول للمشاريع السودانية في المنفى. ويأمل المشاركون أن يسهم هذا المعرض في تحسين صورة المنتجات السودانية وتعزيز وجودها في السوق المصري، مما يعكس مرونة وإبداع السودانيين في مواجهة التحديات.
تستمر فعاليات المعرض حتى نهاية هذا الأسبوع، مع توقعات بزيادة الإقبال في الأيام القادمة، ما يشير إلى نجاح هذه الفعالية في خلق مساحة اقتصادية واجتماعية تعزز من التكامل بين المجتمعين السوداني والمصري.
بهذا، يظل السيسبانه أكثر من مجرد معرض؛ إنه جسر للأمل والتعاون، يؤكد قدرة السودانيين على الإبداع في مواجهة الأزمات، ويدعمهم في بناء مستقبل أفضل.