
انتهاكات واسعة في الجزيرة: دعوات لإرسال بعثة أممية عاجلة
حثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بريطانيا على استغلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي خلال شهر نوفمبر للضغط من أجل إرسال بعثة أممية لحماية المدنيين في السودان. جاء ذلك بعد تزايد الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في ولاية الجزيرة، حيث اتهمت المنظمة هذه القوات بالقيام بعمليات قتل واحتجاز تعسفي واعتداءات جنسية، مما أدى إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص.
ووفقًا لبيان صدر عن “هيومن رايتس ووتش” يوم الأحد، تصاعدت هذه الاعتداءات بعد انشقاق أبو عاقلة كيكل، أحد حلفاء قوات الدعم السريع في الجزيرة، والذي انضم إلى الجيش السوداني في أكتوبر الماضي. وقد ردت قوات الدعم السريع بشن هجمات واسعة على 30 بلدة وقرية، من بينها رفاعة وتمبول والسريحة.
وأشار محمد عثمان، الباحث في الشأن السوداني بالمنظمة، إلى أن “تزايد هجمات قوات الدعم السريع ضد المدنيين يتطلب تحركًا عاجلًا من مجلس الأمن لنشر بعثة لحماية المدنيين”، مشددًا على أن الإجراءات الحالية للمجلس لا تلبي الحاجة الملحة للحماية.
كما أشارت المنظمة إلى أن قوات الدعم السريع استهدفت قبيلة كيكل بعمليات انتقامية، حيث تم احتجاز أكثر من 150 مدنيًا، حسب مقاطع فيديو متداولة، يظهر فيها جنود الدعم السريع وهم يحتجزون عشرات الرجال في قرية السريحة ويجبرونهم على تقليد أصوات الحيوانات، إلى جانب تعرضهم للضرب والإذلال.
وفي السياق نفسه، وثقت “المبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي” 25 حالة اغتصاب بين النساء والفتيات، بينما سجلت الأمم المتحدة تعرض 27 امرأة وفتاة للاعتداءات الجنسية منذ أكتوبر، مما دفع بعض الضحايا إلى الانتحار.
دعت “هيومن رايتس ووتش” بريطانيا والدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى ممارسة الضغط لتفويض بعثة أممية لحماية المدنيين، كما طالب محمد عثمان بتحرك دولي سريع لضمان حماية المدنيين في السودان، مؤكدًا أن تدهور الأوضاع الإنسانية يتطلب استجابة فورية ولا يحتمل أي تأخير.