وداعًا هاشم صديق: الشاعر والمبدع الذي تحدى القيود ورحل

سهام صالح

صحفية سودانية

توفي الشاعر السوداني البارز هاشم صديق في 9 نوفمبر 2024 عن عمر يناهز 67 عامًا، ليخسر السودان أحد أبرز رموزه الأدبية. ولد هاشم في حي شرق بمدينة أم درمان عام 1957، وبدأ مسيرته الأدبية منذ الصغر، حيث تميز كشاعر، كاتب مسرحي، وكاتب درامي تلفزيوني وإذاعي. يعد من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي السوداني بفضل تنوع مواهبه وإبداعه المستمر.

التعليم والمشوار المهني
بدأ هاشم صديق تعليمه في أم درمان وانتقل لاحقًا لدراسة النقد المسرحي بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، حيث نال درجة البكالوريوس بتفوق عام 1974. بعد ذلك، درس التمثيل والإخراج في مدرسة “East 15” بلندن عام 1976، وعمل أكاديميًا ومحاضرًا حتى 1995، حيث أسهم في تأسيس مكتبة المسرح السوداني.

أهم أعماله
أشهر أعماله هي “ملحمة قصة ثورة”، التي كتبها في سن مبكرة ولحنها الفنان محمد الأمين، لتصبح رمزًا للأغنية الثورية في السودان. قدم العديد من المسلسلات الإذاعية مثل “قطار الهم” و”الحراز والمطر”، بالإضافة إلى مسرحيات بارزة مثل “أحلام الزمان” و”نبتة حبيبتي”، التي نالت عدة جوائز.

نشاطه السياسي
لم تقتصر إسهاماته على الأدب، فقد كان له نشاط سياسي بارز، ما أدى إلى تعرضه للاعتقال في عدة مناسبات. كانت أعماله تنتقد الأنظمة السياسية، مما جعله هدفًا للرقابة، خصوصًا في عهدي الرئيسين جعفر نميري وعمر البشير.

إرثه وتأثيره
هاشم صديق ترك إرثًا غنيًا من الأعمال الشعرية والمسرحية التي تناولت القضايا الاجتماعية والسياسية بجرأة وشجاعة. بقيت أعماله خالدة في وجدان الشعب السوداني، حيث أثرى الأدب والمسرح لعقود من الزمن.