
بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب… دفن رفات 345 ضحية لطائرة مدنية استُهدفت في مطار الخرطوم
الخرطوم، الغد السوداني – بعد عامين وثمانية أشهر من حرب مفتوحة بلا أفق، تعود واحدة من أولى مآسي الصراع في السودان إلى الواجهة، مع إعلان السلطات السودانية اكتمال دفن رفات ضحايا الطائرة السعودية التي استُهدفت صبيحة اندلاع القتال في مطار الخرطوم الدولي، في تذكير قاسٍ بأن الجرائم التي وسمت الأيام الأولى للحرب ما تزال بلا مساءلة.
وقالت السلطات إن عمليات الدفن شملت رفات 345 ضحية من ركاب الطائرة التابعة للخطوط الجوية السعودية، التي تعرّضت لإطلاق نار داخل المطار في 15 أبريل/نيسان 2023، في واحدة من أكثر الوقائع دموية التي رافقت الساعات الأولى للحرب بالعاصمة.
وبحسب الإفادات الرسمية، جرت إجراءات الدفن عقب استكمال الترتيبات الفنية والقانونية اللازمة، وسط أجواء وُصفت بالحزينة، بعد أن ظلّت الرفات لفترة طويلة عالقة في موقع الحادث، في مشهد يعكس حجم الفوضى والانهيار المؤسسي الذي أعقب اندلاع القتال في الخرطوم.
ويُعد استهداف الطائرة، التي كانت تقل مدنيين، حادثة مفصلية في سجل الانتهاكات التي شهدتها العاصمة مع بداية الحرب، لما تحمله من دلالات خطيرة على استباحة المنشآت المدنية وتهديد سلامة المدنيين، حتى داخل المرافق المحمية بموجب القوانين والأعراف الدولية.
وأعادت الحادثة إلى الواجهة أسئلة مؤجلة حول المساءلة والعدالة، في ظل مطالبات حقوقية متجددة بفتح تحقيق مستقل وشفاف يكشف ملابسات استهداف الطائرة ويحدّد المسؤوليات، لا سيما أن الحادث ظلّ بلا نتائج تحقيق معلنة منذ وقوعه.
وكانت الخطوط الجوية السعودية قد أصدرت بيانًا رسميًا في أبريل 2023 أكدت فيه تعرّض إحدى طائراتها لإطلاق نار في مطار الخرطوم مع اندلاع القتال، دون أن تتضمن بيانات لاحقة تفاصيل عن مصير الجثامين أو أعداد الضحايا المدفونين من الجانب السوداني.
ومع إعلان اكتمال الدفن، سادت دعوات واسعة للترحم على الضحايا، في وقت لا تزال فيه الحرب تحصد أرواح المدنيين، وتترك وراءها جراحًا مفتوحة في ذاكرة البلاد، بلا عدالة ناجزة ولا أفق واضح للمحاسبة.
