مصر تعزز دعمها للسودان: منتدى أعمال مشترك وقافلة مساعدات برية تصل ليلة رأس السنة

الخرطوم/ القاهرة، الغد السوداني – في وقت تؤكد فيه القاهرة تمسكها بدعم السودان سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، تزامن انعقاد منتدى الأعمال المصري–السوداني مع انطلاق أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان، تحمل 70 طناً من الأغذية والمستلزمات الطبية، في خطوة تعكس انتقال الدعم من مستوى التعهدات السياسية إلى الشراكات الاقتصادية والمساندة الإنسانية المباشرة.

قال وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، المهندس حسن الخطيب، إن بلاده ملتزمة بمواصلة دعم علاقاتها مع السودان “الشقيق” وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، بالتزامن مع وصول أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى الأراضي السودانية، محمّلة بنحو 70 طناً من المواد الغذائية والطبية، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان.

وجاءت تصريحات الخطيب خلال افتتاحه، الاثنين، فعاليات منتدى الأعمال المصري–السوداني في القاهرة، بحضور وزير الصناعة والتجارة السوداني محاسن علي يعقوب، وعدد من رؤساء اتحادات الغرف التجارية وأصحاب الأعمال في البلدين، حيث شدد على أن العلاقات المصرية–السودانية تستند إلى “روابط تاريخية وجغرافية عميقة” عززها لقاء سابق جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وأكد دعم مصر لأمن السودان واستقراره ووحدته.

وأوضح الخطيب أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان بلغ نحو 1.1 مليار دولار خلال العام الحالي، فيما وصلت الاستثمارات السودانية في مصر إلى 79 مليون دولار في 2024، محققة نمواً بنسبة 39% مقارنة بالعام السابق، عبر أكثر من 3320 شركة سودانية تعمل في السوق المصري.

وأشار إلى أن هذه الأرقام “لا تعكس الحجم الحقيقي للفرص المتاحة”، داعياً إلى تفعيل الاتفاقيات المشتركة، وعلى رأسها اتفاقية الكوميسا، بما يتيح إعفاءات أوسع ويعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً في قطاعات الزراعة، والثروة الحيوانية، والصناعات كثيفة العمالة.

وفي موازاة المسار الاقتصادي، انطلقت الأحد من القاهرة أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان، أعدّها الهلال الأحمر المصري، وتضم مواد غذائية، وأدوية، ومستلزمات إيواء، بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوداني، على أن تصل إلى السودان ليلة رأس السنة بعد قطع مسافة تقارب ألفي كيلومتر.

وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، نائبة رئيس الهلال الأحمر المصري، مايا مرسي، إن القافلة تمثل “رسالة دعم واضحة للشعب السوداني”، مؤكدة أنها لن تكون الأخيرة، في ظل التزام مصر بمساندة السودان لتجاوز أزمته الحالية. وأشارت إلى أن القاهرة سبق أن أرسلت منذ 2023 أكثر من ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى السودان عبر شحنات بحرية.

ويعكس تزامن المنتدى الاقتصادي مع القافلة الإنسانية، وفق مراقبين، محاولة مصر الجمع بين الدعم الإنساني العاجل وبناء شراكات اقتصادية طويلة الأمد مع السودان، في مرحلة تتطلب استجابة مزدوجة للأزمة الراهنة ومسارات التعافي المستقبلية.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.