لغة، استعراض، جدل وإعلام: 4 أشياء خسرها الـMLS لأن “الدون” لم يأتِ

فلوريدا، الغد السوداني- منذ أن وطأت أقدام ليونيل ميسي ملاعب الدوري الأمريكي (MLS)، تغيّر المشهد الكروي في الولايات المتحدة بشكل لافت. قفزت نسب المشاهدة، تضاعفت مبيعات القمصان، وتحولت مباريات إنتر ميامي إلى أحداث عالمية تُتابَع خارج القارة.

لكن، ورغم هذا التأثير الضخم، يرى مراقبون أن الدوري الأمريكي خسر فرصة تاريخية أخرى بعدم استقطاب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

تصريحات بريك شيا، نجم المنتخب الأمريكي السابق ولاعب إنتر ميامي الأسبق، أعادت فتح النقاش:

هل كان “الدون” سيمنح الـMLS ما لم يمنحه ميسي؟

وفق شيا، الإجابة نعم… ولأربعة أسباب رئيسية.

  • حاجز اللغة… حين تصبح الكاميرا لغة بحد ذاتها

يتحدث كريستيانو رونالدو الإنجليزية بطلاقة منذ سنواته الأولى في مانشستر يونايتد، ما يجعله قادراً على مخاطبة الجمهور الأمريكي مباشرة، في المؤتمرات الصحفية، والبرامج التلفزيونية، والحملات الإعلانية دون وسيط.

في المقابل، لا يزال ميسي يعتمد على المترجم ويتحدث الإسبانية بشكل أساسي، وهو ما يقلّص حضوره الإعلامي خارج الملعب، في دوري تُعد فيه “القصة” أحياناً أهم من النتيجة.

  • نجم استعراض أم عبقري صامت؟

ليونيل ميسي عبقري كرة القدم الهادئ؛ يترك قدميه تتحدثان، ويغادر الملعب غالباً بصمت.

أما كريستيانو رونالدو، فهو نجم شاشة بامتياز، يعرف كيف يسرق الأضواء، وكيف يحوّل كل مباراة إلى عرض جماهيري.

في ثقافة رياضية أمريكية تعشق الاستعراض وصناعة “النجومية”، كان حضور رونالدو سيمنح الدوري جرعة إضافية من الإثارة خارج حدود المستطيل الأخضر.

  • “Siuuu” التي لم تُسمَع في أمريكا

الاحتفال الشهير لرونالدو ليس مجرد حركة، بل علامة تجارية عالمية.

يرى شيا أن احتفال “Siuuu” كان سيصبح أيقونة في الملاعب الأمريكية، يردده الجمهور، وتلتقطه الكاميرات، وتستثمره الأندية تسويقياً.

على النقيض، يقدّم ميسي كرة قدم مذهلة، لكن بأداء “صامت”، لا ينسجم دائماً مع عقلية الدوري الأمريكي التي تمزج بين الرياضة والترفيه.

  • القوة الإعلامية… بين الجرأة والدبلوماسية

تصريحات كريستيانو رونالدو لطالما كانت مثيرة للجدل، جريئة، وتُشعل النقاشات في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

أما ميسي، فيتحدث بحذر، ويختار كلماته بدقة، ويفضّل الدبلوماسية على الصدام.

في عالم الإعلام الرياضي الأمريكي، حيث تُصنع العناوين قبل المباريات أحياناً، كان “الدون” سيقدّم مادة دسمة لا تنضب للصحافة والجماهير.

هل خسر الدوري الأمريكي أكثر مما كسب؟

لا أحد ينكر أن وجود ميسي شكّل نقلة تاريخية للدوري الأمريكي، لكن المقارنة مع رونالدو تفتح سؤالاً مشروعاً:

هل اختار الـMLS اللاعب الأفضل فنياً… أم النجم الأكثر توافقاً مع ثقافته؟

ربما لم يكن الدوري بحاجة إلى عبقري جديد، بقدر حاجته إلى “ظاهرة” تعرف كيف تحوّل كرة القدم إلى عرض شامل.

وفي هذا السياق، يرى كثيرون أن غياب كريستيانو رونالدو ترك فراغاً لا يملؤه حتى تألق ميسي.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.