
كرياندونقو في «أخطر أيام العام»: قرارات أمنية مشددة للاجئين السودانيين في أوغندا
كمبالا، الغد السوداني- في مخيم كرياندونقو شمال غربي أوغندا، حيث تتقاطع حكايات اللجوء مع هشاشة الواقع الأمني، اجتمع المكتب القيادي لمجتمع اللاجئين السودانيين مع مكتب رئيس مجلس الوزراء الأوغندي (OPM) وجهات رسمية أخرى، في محاولة لاحتواء مرحلة توصف بأنها «الأخطر» منذ شهور.
الاجتماع، الذي ضم السلطات المحلية، وقيادات الشرطة والأمن، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) وشركاءها من المنظمات الإنسانية، إضافة إلى قيادات المجتمعات المختلفة داخل المخيم وخارجه، انتهى ببيان حمل لهجة تحذيرية واضحة، ودعا إلى الالتزام الصارم بحزمة من القرارات والتوجيهات الأمنية «الملزمة للجميع دون استثناء».
نهاية عام… وبداية مخاوف
بحسب ما أعلنته الجهات الرسمية، فإن الفترة الممتدة من 25 ديسمبر وحتى 1 يناير تشهد سنويًا ارتفاعًا في معدلات الجريمة داخل المخيم ومحيطه، إلى جانب تزايد مقلق في حالات فقدان الأطفال، وهو ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات، وتحميل المجتمعات المحلية — اللاجئة والمضيفة — مسؤولية مشتركة في حفظ الأمن.
البيان شدد على ضرورة مراقبة الأطفال بصورة مستمرة، وتقييد تحركاتهم، خصوصًا خلال الساعات المتأخرة وفي الطرق الوعرة، في ظل بيئة معيشية مكتظة، يسهل فيها التواري والاختفاء.
لا تساهل مع المخدرات والأنشطة الليلية
ومن بين أكثر النقاط صرامة، جاء المنع التام لتعاطي وتداول حبوب الترامادول وجميع أنواع المخدرات داخل المخيم، مع الدعوة إلى الإبلاغ الفوري عن أي نشاطات إجرامية أو تحركات مشبوهة.
كما ألزم القرار جميع المجتمعات بالالتزام بالتوقيت الذي حددته الحكومة الأوغندية، بحيث تنتهي كافة الأنشطة، بما في ذلك الصلوات والفعاليات المجتمعية، في موعد أقصاه الساعة التاسعة مساءً، مع حظر كامل لأي اجتماعات ليلية داخل المخيم، «تحت أي مسمى».
المنظمات تحت التنظيم… وخط أحمر خارج المعسكر
البيان لم يتوقف عند الجوانب الأمنية المباشرة، بل تطرق إلى تنظيم عمل المنظمات الإنسانية، مشددًا على منع دخول أي جهة أو تنفيذ أي نشاط داخل المعسكر دون تنسيق رسمي مسبق مع مكتب رئيس مجلس الوزراء (OPM) وقيادات مجتمع اللاجئين.
وفي لهجة لا تخلو من التوتر، دان المكتب القيادي أي محاولات لتنفيذ أنشطة تخص اللاجئين خارج المعسكر، لا سيما في مدينة بيالي، دون علم وموافقة الجهات المختصة، معتبرًا ذلك تجاوزًا خطيرًا قد يفتح الباب أمام فوضى أمنية وقانونية.
أمن هش ومسؤولية جماعية
تعكس هذه القرارات حجم القلق الذي يخيّم على مخيم كرياندونقو، أحد أكبر تجمعات اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب والانهيار في بلادهم، حيث لا تقتصر المعركة على تأمين الغذاء والمأوى، بل تمتد إلى حماية الأرواح، وضبط الإيقاع الاجتماعي داخل فضاء هش.
وختم المكتب القيادي بيانه بالتأكيد على أن الالتزام بهذه التوجيهات مسؤولية جماعية، هدفها حماية المجتمع وصون استقراره، وتجنب أي إجراءات قانونية قد تطال المخالفين، في لحظة لا تحتمل مزيدًا من الفوضى.
