
بابنوسة تكشف خسائرها: تأكيد مقتل قائد الحامية ومصير نائبه مجهول
الخرطوم، الغد السوداني – بعد أسابيع من الغموض والتكهنات حول مصيره، أكدت أسرة اللواء ركن معاوية حمد عبد الله، قائد الفرقة 22 مشاة بابنوسة التابعة للجيش السوداني بولاية غرب كردفان، مقتله خلال معركة بابنوسة الأخيرة، وذلك عقب نحو شهر من دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة وسيطرتها على الحامية.
وأقامت الأسرة سرادق عزاء بمحلية البرقيق في الولاية الشمالية، بحضور رسمي وشعبي، وتلقت التعازي من والي الولاية وحكومته، في مشهد أنهى مرحلة طويلة من الشكوك التي أحاطت بمصير قائد الحامية، بعد تضارب الأنباء عقب انهيار خطوط الدفاع داخل المدينة.
وكان مصير اللواء معاوية حمد قد ظل غير محسوم منذ إعلان قوات الدعم السريع، في الأول من ديسمبر الجاري، تنفيذ عملية عسكرية وصفتها بـ”الدقيقة”، قالت إنها أدت إلى السيطرة الكاملة على الفرقة 22 بابنوسة وفرض نفوذها على المدينة، بعد حصار طويل ومعارك عنيفة.
وخلال تلك الفترة، أفادت تقارير متقاطعة بوصول عدد كبير من أفراد الحامية إلى دولة جنوب السودان، بينما لا يزال مصير قائد اللواء 89 العميد حسن درموت، نائب قائد الفرقة، مجهولاً حتى الآن، وسط أنباء غير مؤكدة عن وصوله إلى منطقة أويل داخل الأراضي الجنوبية.
وفي إطار مراسم العزاء، زار والي الولاية الشمالية الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم منطقة إنقري بمحلية البرقيق، يرافقه أعضاء لجنة أمن الولاية وقيادات عسكرية ورسمية، حيث ترحّم على روح اللواء معاوية وعدد من القتلى الذين سقطوا خلال المعارك.
وأكد الوالي، في كلمة خلال المناسبة، أن ما وصفها بـ”حرب الكرامة” ستتواصل حتى “تحرير كل شبر من أرض الوطن”، مشيداً بسيرة اللواء معاوية، ومعتبراً أنه “نموذج للثبات والصمود”، وأن مسيرته العسكرية ستظل “مصدر فخر واعتزاز لأهل الولاية الشمالية والسودان”.
من جهته، قال اللواء ركن عبد الرحمن فقيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة بالولاية الشمالية، وأحد زملاء اللواء الراحل، إن معاوية “تميّز منذ صغره بالانضباط والالتزام”، مؤكداً أنه “اختار طريق المواجهة حتى النهاية”.
كما أشار مختار عثمان، ممثل الأسرة، إلى أن الفقيد عُرف بالعزيمة والمبدأ والثبات في المواقف والمعارك، لافتاً إلى أن مقتله يعكس حجم الخسائر التي تكبّدها الجيش السوداني في معارك غرب كردفان، وسط استمرار الحرب واتساع رقعتها.
ويعيد إعلان مقتل قائد حامية بابنوسة فتح ملف مصير القيادات العسكرية المفقودة في مناطق القتال، ويطرح تساؤلات جديدة حول ما جرى داخل الحامية خلال أيام الحصار الأخيرة، في واحدة من أكثر معارك الحرب السودانية غموضاً وتعقيداً.
