القمة الأوروبية الخليجية.. لقاء تاريخي في سياق جيوسياسي صعب

لقاء تاريخي في طريق العلاقات الأوروبية الخليجية، تستضيفه بروكسل، في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.

ومن المقرر أن يترأس القمة الأولى من نوعها، كل من رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بصفته الرئيس الدوري لمجلس التعاون الخليجي.

وتشكل القمة فرصة للاتحاد الأوروبي لتطوير شراكة أوثق مع مجلس التعاون الخليجي ودوله الأعضاء؛ دولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والسعودية، وسلطنة عمان، وقطر والكويت.

ودول مجلس التعاون الخليجي شركاء استراتيجيون للتكتل الأوروبي في وقت تشهد فيه المنطقة والقارة الأوروبية ظروفاً جيوسياسية صعبة.

 

أجندة القمة

ووفق الاتحاد الأوروبي، ينتظر أن تناقش القمة، التحديات العالمية الرئيسية المشتركة، والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك التجارة والاستثمار، والطاقة، والاستدامة والمناخ، والتواصل بين الشعوب.

وحول ملفات القمة، قال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في تصريحات للصحفيين بينهم مراسل “العين الإخبارية”، أمس، إن الاتحاد ومجلس التعاون الخليجي يتشاركان القلق من وضع الأمن والسلام في المنطقة.

وأضاف “منطقة الشرق الأوسط تشهد مشاكل حقيقية والحرب في غزة ولبنان مستمرة وتخلق مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران”، مضيفا “من مصلحتنا المشتركة العمل من أجل السلام في المنطقة”.

وتطرق بوريل لحل الدولتين، وقال إن الاتحاد الأوروبي شارك في إطلاق مسار يدعم حل الدولتين، مؤكدا على “ضرورة العمل من أجل دفع هذا الزخم”.

وبشكل عام، تهدف القمة إلى الإشارة إلى ”الزخم الكبير في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، والتي ازدادت وتيرتها خلال السنوات الماضية“.

وتأتي هذه القمة وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي يستعد فيه قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 لمعالجة قضية الهجرة في اجتماعهم الخاص في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفق مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

 

تاريخ العلاقات

تستند العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي إلى اتفاقية تعاون وُقّعت في عام 1989، والتي تؤسس لحوار منتظم حول التعاون بينهما في مجالات العلاقات الاقتصادية وتغير المناخ والطاقة والبيئة والأبحاث.

كما نصت اتفاقية التعاون على إنشاء مجلس مشترك بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي على مستوى وزراء الخارجية، والذي يجتمع بانتظام.

وخلال المجلس المشترك الذي عُقد في بروكسل في فبراير/شباط 2022، أقرّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي برنامج تعاون مشترك للفترة 2022-2027، والذي تم تحديثه في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويحدد البرنامج الأنشطة المشتركة المحددة وتعميق التعاون في العديد من القطاعات، وهي: التجارة والاستثمار، والتغير المناخي، والتحول الأخضر، ومبادرات التواصل بين الشعوب، ومكافحة الإرهاب.

وفي مايو/أيار 2022، أصدرت المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية، بيانا مشتركًا بشأن ”الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج“، والذي أقره المجلس الأوروبي في يونيو/حزيران 2022.

ويحدد بيان الشراكة خارطة طريق عملية للاتحاد الأوروبي لتطوير علاقات أوثق مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي يونيو/حزيران 2022، جرى تعيين لويجي دي مايو كأول ممثل خاص للاتحاد الأوروبي في الخليج. وهو مسؤول عن مواصلة تطوير شراكة أقوى وأشمل وأكثر استراتيجية مع دول منطقة الخليج.

 

أرقام

وبلغة الأرقام الرسمية، يُعتبر الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي، إذ بلغ حجم التجارة البينية 170 مليار يورو في عام 2023.

وفي عام 2023، شكّل الوقود أكثر من 75% من واردات الاتحاد الأوروبي من دول مجلس التعاون الخليجي.

 

نقلا عن ـ العين الإخبارية