قصة “شجرة العجائب”: من الهند إلى السعودية عبر السودان
مكة ـ الغد السوداني
منذ أكثر من 40 عامًا، مع بدء موسم الحج وتوافد الحجاج إلى مشعر عرفات لأداء الركن الأعظم، لفت الأنظار وجود أشجار النيم التي توفر الظلال وتخفف عنهم حرارة الشمس الحارقة في مشعر ذلك العام. هذه الأشجار ليست مجرد نباتات عادية، بل هي جزء من مشروع بيئي متكامل لتحسين بيئة المشاعر المقدسة وتلطيف الأجواء خلال فترات الصيف الحار.
رحلة شجرة النيم: من الهند إلى السعودية عبر السودان
شجرة النيم تعود أصولها إلى الهند وميانمار، وهي معروفة بقدرتها العالية على تحمل البيئات الحارة والجافة، إضافة إلى فوائدها الطبية المتعددة. انتشرت زراعتها في السودان منذ عام 1921 تحت الحكم البريطاني، حيث زُرعت على نطاق واسع في المدن وعلى جانبي الطرق الرئيسية. وفي عام 1984، أهدى الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري آلاف شتلات النيم إلى المملكة العربية السعودية، ليتم زراعتها في منطقة عرفات.
دور أشجار النيم في مشعر عرفات
منذ زراعتها، حظيت أشجار النيم برعاية خاصة في السعودية حتى نمت وتوسعت لتغطي مساحات شاسعة في مشعر عرفات، خاصة في المناطق الحيوية مثل جبل الرحمة ومحيط مسجد نمرة. تُقدر أعداد هذه الأشجار اليوم بنحو نصف مليون شجرة، وتساهم بشكل كبير في توفير الظل وحماية الحجاج من أشعة الشمس والغبار.
الخصائص الفريدة لشجرة النيم
- طول العمر: يمكن لشجرة النيم أن تعيش حتى 180 عامًا.
- النمو السريع: تتميز بقدرتها على النمو بسرعة وتوفير الظل في وقت قصير.
- الفوائد الطبية: تُستخدم النيم لعلاج العديد من الأمراض، ولذا تعرف بأسماء مثل “شجرة العجائب” و”صيدلية القرية”.
اهتمام المملكة السعودية بأشجار النيم
لعبت المملكة العربية السعودية دورًا كبيرًا في زراعة ورعاية هذه الأشجار في عرفات، حيث تم توسيع نطاق زراعتها بشكل مستمر لتصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية المكان. هذه الأشجار لا تقدم فقط فائدة بيئية، بل تعكس أيضًا التعاون بين الدول وحرص المملكة على توفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج.
تعتبر أشجار النيم في عرفات رمزًا للتعاون البيئي الدولي والاهتمام السعودي بتحسين تجربة الحج، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من المشهد الطبيعي في هذا المكان المقدس.