سلمى نور تكتب.. «الاستهبال السياسي»
إن إعلان جماعة منشقة من منظومة سياسية تبعيتها لتحالف عسكري ـ سياسي تحت راية الحزب ومسمّى المنظومة الكبيرة، يندرج تحت مسمّى الاستغباء. ولكن أن يعلن هذا التحالف العسكري والسياسي ترحيبه بانضمام المنظومة الأم، متجاهلًا بيان النفي الصادر من منصات هذه المنظومة الرسمية، فهذا يندرج تحت مسمّى الاستهبال السياسي.
تأسيس، كتحالف سياسي، اختار تغيير أدواته لمناهضته الحركة الإسلامية وجيشها وفلولها وميليشياتها، وقرر الانضمام لمعسكر الحرب كفاعل أساسي وطرف من أطرافها، وداعم لجيش من جيوشها. ولأن ذلك كان مخالفًا لما تبنّته القوى المدنية، بناءً على موقف راسخ ضد الحلول العسكرية وآثارها المدمّرة لبنية الوطن الاجتماعية والسياسية وللدولة، اتخذت القوى المدنية موقفًا غاية في الوضوح، وبناءً عليه ذهبت المنظومات التي شكّلت تحالف «تأسيس» في خيارها. وواصلت القوى المدنية والسياسية خيارها ودعواها بضرورة إيقاف الحرب واللجوء إلى الحلول السلمية.
ولكن فيما يبدو أن رفاق الأمس لم يتحمّلوا ضيق خيارهم، ولم يطيقوا وحشة الخيارات العسكرية، فقرروا ـ «بالصدق أو بالأكاذيب» ـ توسيع معسكر الحرب بالمزيد من المدنيين.
ولكن سواء انضمّ إليهم جماعة منشقة أو مفصولة من حزب المؤتمر السوداني، أو لم ينضموا إليهم، فإن هذا لن يستر عورة خيار الحرب، ولن ينقذ التحالف من الولوغ في دماء الشعب السوداني، ولن يبرّئهم من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في حق الشعب السوداني.
فكثرة المدنيين في معسكر الحرب لن تضفي شرعية على الحرب، وإنما تزيد من أسباب انهيار ما تبقّى من هذا الوطن الجريح.
المقال نقلا من صفحة الكاتبة على فيسبوك.
