
لجنة الإنقاذ الدولية: السودان على رأس قائمة الدول الأكثر عرضة لتفاقم الأزمة الإنسانية
الغد السوداني _ متابعات
صنفت لجنة الإنقاذ الدولية السودان، للعام الثالث على التوالي، على رأس قائمة الدول الأكثر عرضة لتفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ابريل 2023، وما خلّفته من خسائر بشرية واسعة النطاق، وانهيار في الأوضاع المعيشية، وتعطّل شبه كامل لوصول المساعدات الإنسانية.
وقالت اللجنة إن الصراع الدائر أسفر عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، ومنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المجتمعات المحتاجة، ما فاقم أزمة غذائية وُصفت بالمدمرة، وأدى إلى تسجيل حالات مجاعة في عدد من المناطق، ووفاة أشخاص يوميًا بسبب الجوع وسوء التغذية.
وحذرت اللجنة من أن السودان مقبل على عام 2026 محمّل بمخاطر إنسانية متزايدة، في مقدمتها استمرار الخسائر البشرية بين المدنيين، في ظل مأزق عسكري “وحشي” وغياب المساءلة، مع توقع اتساع رقعة الحصار على المدن، وعزلها عن المساعدات، وإجبار النازحين على دفع مبالغ مالية للوصول إلى مناطق أكثر أمانًا.
وأضاف التقرير أن تدخل قوى إقليمية في النزاع يُسهم في إطالة أمد الحرب، ويقلّل من فرص التوصل إلى تسوية سلمية، في وقت تتدفق فيه كميات كبيرة من الذهب إلى خارج البلاد، مقابل دخول أسلحة متطورة، من بينها الطائرات المسيّرة.
وبحسب اللجنة، دفعت أعمال العنف وحروب الحصار نحو 19.2 مليون شخص، أي ما يعادل 40% من سكان السودان، إلى مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه أكثر من 200 ألف شخص مستويات “كارثية” من الجوع وخطر المجاعة اليومي. ورغم تسجيل بعض الإنتاج الزراعي في شرق البلاد، أكدت اللجنة أن المجاعة المستمرة منذ سنوات لا تزال بلا حلول جذرية.
وأشارت اللجنة إلى أن الأطراف المتحاربة تواصل قطع شريان المساعدات الإنسانية، عبر أنظمة تصاريح وبيروقراطيات منفصلة تفرضها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما يعقّد عمليات الإغاثة ويحدّ من وصولها. كما نبّهت إلى استمرار الهجمات على عمال الإغاثة دون رادع، لافتة إلى أن السودان يُعد ثالث أخطر دولة على عمال الإغاثة عالميًا، إذ شكّلت الهجمات فيه 12% من إجمالي الهجمات المسجلة ضدهم خلال عام 2025.
