
مسامرات: اغاني واغاني…. ولم لا؟
بقلم: محمد ابراهيم الحاج
لن يعدم الناقمون على حركة الحياة حيلة حال مضت بعيدة عن مزاجهم.. او ان يكونو جزءا منها…
فالأنا لدى اغلب الذين استثمروا “إعلاميا” في حرب السودان توهمهم ان يكونوا اوصياء على حركة الحياة والانسان في هذا البلد المفجوع…..
_ عشرات الكتابات التي هاجمت “اغاني واغاني” بعد ورود أنباء عن بدء تسجيله بالقاهرة تمهيدا لبثه خلال رمضان القادم…
_حملات “غير مبررة” ضد “اغاني واغاني” بدا انها في طريقها لتجريمه وتجريم كل من سوف يشارك فيه اعداد او إخراجا او غناء.. وسحب “صك الوطنية” منهم الذي أصبح _ياللعبث_بيد مجموعة محددة..
_وماله “اغاني واغاني” يعزل عن سياق “محاولات عودة الحياة لطبيعتها” في بلد انهكتها الحرب والانتهاكات… الفنون لاتحاكم هكذا… هي ايضا لديها قدرة الانحياز للوطن ولقضاياه الملحة… بل ان فن الغناء هو الأكثر تأثيرا من مجمل الفنون الأخرى في الحياة…
_ عودة الحياة هي…
عودة المزارع لحقله
والطبيب إلى عيادته
هي اوبة المحامي والقاضي والمهندس والمعلم لاعمالهم….وكذلك المبدع ليشهر ادواته الجمالية امام نشوة القتل والسحل والتخوين و الاستقطاب القبلي…. هي “الفنون” اقوى أدوات الحياة….
_وأبو داؤود أعذب صوت سوداني لايفتأ مرددا
“مناي في الدنيا قبل الرحيل.. اخلى العالم طربا يميل”
_وردي والنور الجيلاني وعركي والحوت ومصطفى سيد احمد…. ماكانوا مغنيين فحسب.. كانوا مناشير جهرية قدمت ولاء الطاعة للبلد البتول… فاحبهم الناس جنوبا وشمالا وغربا وشرقا…
و “ذوبوا” بقوتهم “الناعمة” تخرصات المبتزين والناقمين على وحدة البلد وتماسكها
… وكانوا رسلا للوحدة والحب والحياة…. ونسل الغناء لايتجزأ….
_” اغاني واغاني” حالة وجدانية تشكلت في وجدان الأمة السودانية لنحو عشرين عاما… طقس رمضاني تعاقب عليه أجيال واجيال… دعوه يرمي بذرته الحلال عله يطيب بعض جراحات البلد المنهك….
اخر السمر…….
و….الشاعر الأكبر حميد يهتف لو تعقلون…
” لولا الطنابير
البيوت الاجبروها على السكوت
العودوها على اي موت….
ما اوحشها
_
