
أطباء بلا حدود: وصول 10 آلاف نازح الى محلية طويلة بشمال دارفور
الغد السوداني _ متابعات
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، وصول 10 آلاف نازح إلى محلية طويلة بولاية شمال دارفور، ضمن موجة الفارين من مدينة الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025، مؤكدة أنّ الوافدين الجدد وجدوا المخيمات مكتظة وظروفاً إنسانية بالغة القسوة.
وقالت المنظمة إن آلاف المدنيين الهاربين من الفاشر لم يجدوا في محلية طويلة مياهاً كافية أو طعاماً أو مأوى أو مرافق صحية، فيما تتفاقم الاحتياجات الإنسانية مع استمرار تدفّق المزيد من الأسر.
ونقلت أطباء بلا حدود عن إحدى النساء النازحات روايتها للتنقّل المستمر داخل الفاشر مع أسرتها بحثاً عن مكان آمن، بينما خرج زوجها بحثاً عن الطعام قبل أن يُقتل نتيجة القصف. وأوضحت المنظمة أنّ الأسرة عثرت عليه بعد فرارها من المدينة، ووصلت إلى طويلة في ظروف صعبة، حتى إن طفليها كانا يتناوبان على ارتداء حذاء واحد.
وفي سياق متصل بالجرائم والانتهاكات التي شهدتها الفاشر، أكدت كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية أنها وثّقت تطورات الوضع في المدينة منذ وقت مبكر.
وقال ناثان، وهو باحث إنساني بالجامعة، خلال حديثه في فعالية بالولايات المتحدة الاثنين، إن قوات الدعم السريع ركّزت اهتمامها بالفاشر منذ نهاية 2023، مشيراً إلى أن إنقاذ المدنيين كان ممكناً قبل عامين ونصف.
وأوضح أن القوات، بعد سيطرتها على الجنينة وزالنجي ونيالا، وجّهت معداتها ومقاتليها نحو الفاشر منذ مارس 2024، مضيفاً أن الحصار على المدينة استمر 18 شهراً، وهو ما وصفه بأنه أطول بثلاث مرات من حصار ستالينغراد، وفق تشبيهه.
وأضاف أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت إنشاء سواتر ترابية بارتفاع كبير حول المدينة، مؤكداً أن الأيام الأولى بعد سقوط الفاشر شهدت أعمال قتل واسعة وفق شهادات مصادر محلية كان يتواصل معها قبل أن ينقطع الاتصال لاحقاً.
وشدّد ناثان على أن المجتمع الدولي كان قادراً على التدخل لإنقاذ المدنيين، لأن التحضيرات لعملية الحصار والهجوم استمرت فترة طويلة سبقت سقوط المدينة.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حرباً واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع امتدت من الخرطوم إلى معظم الولايات، بما في ذلك دارفور وكردفان، مسبّبةً انهياراً واسعاً في الخدمات الأساسية وتفاقماً غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية. وتسببت المعارك في موجات نزوح ضخمة داخل البلاد وخارجها، فيما تتزايد انتهاكات المدنيين مع غياب أي مسار سياسي فعّال لوقف القتال.
