شريف محمد عثمان لـ«الغد السوداني»: حديث “حميدتي” عن الاتفاق الإطاري يعج بالتناقضات
وصف شريف محمد عثمان، الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، تصريحات قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حول الاتفاق الإطاري بأنها مليئة بالتناقضات. وأشار في حديثه لـ«الغد السوداني» إلى أن حميدتي ألقى باللوم على الاتفاق في اندلاع الحرب، رغم أنه كان قد ذكر أنه رفض المشاركة في انقلاب 25 أكتوبر كخطوة ضد عودة الإسلاميين.
وأوضح شريف أن الحرب نتجت عن ضعف إرادة قادة المنظومة الأمنية في إتمام الانتقال نحو الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الاتفاق الإطاري كان محاولة جدية لحل مشكلة تعدد الجيوش في البلاد. وأكد أن استمرار النزاع يعكس صراع المصالح داخل المنظومة الأمنية، حيث يستفيد البعض من الفوضى لتعزيز سلطاتهم.
وفي 5 ديسمبر من العام 2022م، وقع المكون العسكري (الجيش والدعم السريع) وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وعدد من الواجهات المدنية والمهنية، على وثيقة اتفاق سياسي عرفت بـ(الاتفاق الاطاري)، تنص على النأي بالجيش عن السياسة وعن ممارسة الانشطة الاقتصادية والتجارية الاستثماربة؛ ودمج قوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة في الجيش وفقاً للترتيبات التي يتم الاتفاق عليها لاحقا في مفوضية الدمج والتسريح ضمن خطة إصلاح أمني وعسكري يقود إلى جيش مهني وقومي واحد. ولكن تراجعت قيادة الجيش السوداني عن التوقيع النهائي، بينما تمسك به الدعم السريع إلى أن اشتعلت حرب الـ15 من أبريل العام الماضي.
وأشار الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، خلال حديثه لـ«الغد السوداني» إلى أن الاتفاق الإطاري، في جوهره، كان محاولة جادة لإنهاء معضلة تعدد الجيوش وانقسام المنظومة الأمنية، لافتاً إلى أن قائد “الدعم السريع” عندما يتحدث عن عودة الإسلاميين عبر الانقلاب وأنهم أشعلوا الحرب، فهو في الواقع يؤكد من هم الأطراف المستفيدة من استمرار النزاع. وأكد شريف أن السبب الحقيقي وراء استمرار الحرب هو صراع المصالح داخل المنظومة الأمنية، وعناصر النظام البائد الذين يرون في استمرار النزاع فرصة لتعزيز سلطاتهم وحماية مصالحهم.