معارك بابنوسة.. ما عوامل صمود الجيش السوداني أمام هجمات الدعم السريع؟
الغد السوداني _ متابعات
في أعنف تحرك عسكري، شنت قوات الدعم السريع هجومًا بريًا واسعًا على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان (جنوب) التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني.
وظلت قوات الدعم السريع تحشد عناصرها، طوال الأيام الأخيرة حول المدينة، وشنت في الساعات الأخيرة هجومًا واسعًا، على محور اللواء 89، القريب من مقر قيادة الفرقة 22 التابعة للجيش.
وترافق الهجوم مع قصف مدفعي مكثف للدعم السريع في وقت استماتت قوات الجيش في الدفاع عن تمركزاتها.
معارك ضارية في مدينة بابنوسة
وتأتي هذه المعارك في وقت توسع قوات الدعم السريع نطاق هجماتها في ولاية غرب كردفان، حيث مدينة بابنوسة، وعينها على الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
كما تأتي المعارك الجارية بين الدعم السريع وقوات الجيش في كامل إقليم كردفان بولاياته الثلاث بعد أكثر من أسبوعين من فقدان الجيش للفاشر، وهو ما شكل دفعة معنوية للدعم السريع للانطلاق شرقًا نحو إقليم كردفان.
لكن الجيش الذي أعلن النفير العام باشر عمليات واسعة هو الآخر، في شمال كردفان، واستعاد السيطرة على عدد من المناطق هناك، كمحلية أم دم حاج أحمد، وكازاقيل.
وتأتي الاشتباكات في إطار حرب اندلعت بين الجيش و”الدعم السريع” في أبريل/ نيسان 2023، ما تسبب بمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وفي هذا السياق، قال اللواء محمد الصمادي، محلل الشؤون العسكرية والإستراتيجية، إن الجيش السوداني لا ينظر إلى معركة بابنوسة على أنها مجرد مواجهة محلية، بل يعتبرها محاولة لإعادة تشكيل المشهد السياسي في البلاد من خلال الضغط العسكري.
وأوضح أن التحرك نحو بابنوسة يتم وفق حسابات دقيقة تشمل الجوانب العسكرية واللوجستية والإستراتيجية، ويرتبط بتوازن القوى والتطورات الميدانية على مختلف الجبهات.
وأضاف أن قوات الدعم السريع اختارت بابنوسة لكونها نقطة محورية، إذ أن السيطرة عليها قد تضعف المناطق الواقعة جنوب وغرب مدينة الأبيض، مما يمهد الطريق للتقدم نحو الأبيض لاحقًا.
وأشار الصمادي إلى أن الجيش السوداني يخوض معركة مصيرية وهو ما دفع قائد الفرقة 22 إلى التصريح بعدم وجود أي نية للتفاوض أو الانسحاب من بابنوسة، مشددًا على أن العمليات العسكرية ستكون عنيفة.
وأردف بحديثه “لتلفزيون العربي”، أن الوضع الميداني لا يزال معقدًا، وقد يشهد تطورات كبيرة خلال الساعات والأيام المقبلة، مع توقعات بتصعيد غير مسبوق من قبل قوات الدعم السريع التي تسعى لتحقيق إنجازات ميدانية تمهيدًا لعملياتها القادمة باتجاه الأبيض انطلاقًا من بابنوسة.
وفيما يتعلق بالهجمات على محاور متعددة، أكد الصمادي أن الجيش السوداني يحشد كل إمكاناته وقدراته لمواجهة التحديات الراهنة