في السودان.. هل يُقاتل الجيش (وحشاً)؟

لون الحقيقة
في زمني شهدت “الحرب، الجوع، المرض، الشك” عدم اطمئنان هد السودان، ولسان حالنا يردد “كنت متغطي ومتكفي، العمة ملوية والشال على كتفي”، في بلادي يُقاتل (الجيش) وحشاً خرج من (صلبه) فعندما كان الثوار يهتفون “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” كان قادة (الجيش) يقمعون المواكب السلمية، وحين يخطبون في المنابر يُرددون “الدعم السريع من رحم القوات المسلحة”. اليوم عادت (سيما) لعادتها القديمة، ليقاتل الكيزان باسم الدين ومن أنجبوه من رحم الجيش باسم الديموقراطية، علما بأن الطرفين لا دين ينشدونه ولا ديموقراطية يحققونها.
* اليوم كيف لنا أن ننسى ما حاكته الحركة (الإسلاموية) من مؤامرات على بلادنا؟… “أنا ما بجيب سيرة الجنوب قول استقلْ؟”. وكيف كونت قوات الدعم السريع؟. ولماذا صممت الإنقاذ مليشيات تقاتل نيابة عنها؟.
* لمن كان (حميدتي) حمايته؟. أليس البشير؟
الجنرالان (برهان و دقلو) خانا المواثيق مرة تلو الأخرى وحين استفردوا ببعضهم خانو أنفسهم، وأشعلوا السودان وشتتوا شعبه بين نازح ولاجئ. القاصي والداني يدرك أن الحرب الدائرة الآن بين جنرالات الدم تستهدف البلاد ومقدراتها وإخماد الثورة ووأدها في روح الشعب.
* نحن يا سادة نمر اليوم بمرحلة تحولية حرجة تهدد بتقويض الأسس التي تم بناؤها بعد عقود من الصراع بين الخير والشر.
فهناك سببان رئيسان وراء طحن الجنرالين للشعب، أولهما عدم قدرة العسكر مفارقة السلطة فالانتقال بعد سقوط نظام البشير في 2019 لم يكن سلساً. (الإخوة الأعداء) صمموا انقلابا على المدنيين في 2021 لتحقيق أطماعهم، هذا الانقلاب لم يصمد كثيراً، فسرعان ما انتهى شهر العسل بين الجنرالين. أما السبب الثاني وهو الأهم “التنافس على الموارد الطبيعية” مثل الذهب، ولهذا الصراع أوجه داخلية وأياد خارجية.
يا سادة بلادنا الآن في مفترق طرق، وعلينا جميعاً العمل على إيقاف (الحرب) فالشعب يمر بأحلك الظروف ويجابه لوحدة خمس كوارث “حرب وجوع وسيول وأمراض عيون وكوليرا”، ناهيك عن الوضع الاقتصادي الطاحن.
على المجتمع الدولي والإقليمي أن يضغطا طرفي الحرب وإيصالهم إلى طاولة التفاوض قبل انفراط العقد فنحن الآن أمام سيناريوهات أحلاها مُر فالحرب الأهلية لا تبقي ولا تذر.
* ختاماً نقولها ونسعى لأجلها “لا للحرب” فهذه الأرض تستحق الحياة.