ما بين رصاصات أبو لولو  وكلمات عبد الله إبراهيم

بقلم: د. أحمد الخضر

“هذه حرب يجب أن نقبلها على علاتها”

جملة للمفكر السوداني عبدالله علي إبراهيم قبل أسابيع في لقاء على قناة الجزيرة ،في إطار التبرير  لاستمرار الحرب والبلّ بس، أيضا قال “يجب أن لا تكون مسألة تضرر المدنيين سبباً للاستجداء لانهاء الحرب” واليوم بعد انتهاكات الفاشر تجد المفكر السوداني في الميديا لا يتقبل علات الحرب ويسقط نتائجها على الآخرون.

إذا كانت الغبينة والفقد والخسارة تسوق بعض البسطاء لعزف طبول الحرب غير مبالين لنتائج استمرارها فالمثقفون يجب ان تكون أقوالهم وأفعالهم مبنية على قدر عالي من التعقل والتفكير والوقوف عند مآلات كل كلمة تصدر منهم.

علينا أن نتساءل أيهما أكثر أثراً رصاصات أبولولو أم كلمات المفكر عبدالله إبراهيم؟
بالتأكيد انها الكلمة والفكرة والثقافة بصورة أشمل أكثر أثرا في المجتمع من رصاصات مجرمين.

فالمجرم أمثال ابو لولو هيئته تدل على افعال الشر  ومكروه بطبعه اما المثقف والفنان والإعلامي والمبدع فلديه قوة تأثير ناعمة تتسلل إلى قلوب الناس ويتقبلونها على علاتها احيانا.

ومن  يقول ان الكلمة لا تقتل؟ نقول له ان الكلمة تصنع حروب ومجازر مثال على ذلك دور  إذاعة رواندا في الحرب الاهلية وغيرها كثير وأغلب الحروب تبدأ بكلمات طائشة.

كل من يدق طبول الحرب عليه ان يتوارى خجلا من نتائجها وكل من أسهم في إذكاء هذه الحرب ونشر خطاب الكراهية واستدعاء القبيلة والجهوية والعنصرية عليه ان يتطهر ويتضرع إلى المولى املا أن كلماته لم تحدث أثرا ولم تتسبب في غضبة الأرض وهي تخضب بدماء الأبرياء.

ان الاستمرار في التحريض على البل بس وسكب دماء السودانيين طويل وموجع وكل كلمة تشجع على ذلك أثرها أكبر من الرصاصة التي ينتهي أثرها بإزهاق الروح اما الكلمة فإنها تتدحرج مثل كرة الثلج لتؤجج مشاعر الكراهية والبغض وتهديد السلام الاجتماعي ومزيد من الحروب.

على السودانيين محاصرة ومحاكمة مثل أقوال عبدالله إبراهيم والوقوف كثيرا عند أثر الكلمة وتجنيب الميديا خطابات الكراهية ونشر فيديوهات تؤجّج العنصرية والقبلية
وعلى المثقفين الدور الأكبر لرتق النسيج الاجتماعي والاصطفاف الأخلاقي دوناً عن الاصطفاف السياسي والانتصار للذات والمواقف
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.