تقرير ييل: قوات الدعم السريع ترتكب عمليات قتل جماعي في الفاشر

الغد السوداني _ وكالات

كشف تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية “ييل” للصحة العامة، عن أدلة تتفق مع ارتكاب قوات الدعم السريع عمليات قتل جماعي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب سيطرتها على المدينة.

واستند التقرير إلى تحليل صور أقمار صناعية وبيانات مفتوحة المصدر، مؤكّدًا وقوع انتهاكات خطيرة قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأظهر تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه مختبر “ييل” انتشارًا لمركبات تابعة لقوات الدعم السريع في تشكيلات تكتيكية داخل حي الدرجة أولى، وهو الحي الذي كان المدنيون يلجأون إليه حتى الأسبوع السابق لسقوط المدينة. وتظهر الصور، بحسب التقرير، أجسامًا يُرجح أنها جثث بشرية على الأرض قرب مركبات الدعم السريع، مع تغير واضح في لون التربة إلى الأحمر في عدة مواقع. كما تم توثيق وجود أجسام بشرية قرب السواتر الترابية المحيطة بالفاشر، في مناطق تتطابق مع تقارير عن إعدامات ميدانية أثناء محاولات فرار للمدنيين.

وأشار التقرير إلى أن الصور التُقطت على بُعد نحو 250 مترًا من مسجد استُهدف بطائرة مسيّرة في 19 سبتمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل نحو 78 شخصًا. كما أكّد رصد نزوح جماعي للمدنيين باتجاه مخيم زمزم الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، وغربًا نحو منطقة طويلة، في مشهد وصفه التقرير بأنه “هروب جماعي من المدينة في الساعات الأخيرة”.

وأكد مختبر ييل لحقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع باتت تسيطر على جميع المنشآت العسكرية الرئيسية في الفاشر، بما في ذلك مقر الفرقة السادسة للقوات المسلحة السودانية، الذي أظهرت الصور الملتقطة دمارًا واسعًا فيه، إلى جانب وجود دبابات قرب اللواء 157 مدفعية التابع للقوات المسلحة السودانية. كما وثّق التقرير غياب مركبات الجيش السوداني من المطار، ما يدل على وقوعه تحت سيطرة قوات الدعم السريع بالكامل.

وأوضح التقرير أن الفاشر خضعت لحصار طويل من قبل قوات الدعم السريع دام نحو عام ونصف، ما تسبب في أوضاع إنسانية وُصفت بـ”الكارثية”، شملت قصفًا عشوائيًا ومجاعة من المستوى الخامس وفق تصنيف الأمن الغذائي العالمي. واعتبر التقرير أن ما يجري في الفاشر يمثل “عملية تطهير عرقي منهجية” تستهدف المجتمعات غير العربية عبر التهجير القسري والإعدامات الميدانية.

وحذّر مختبر “ييل” من أن الأفعال التي ترتكبها قوات الدعم السريع قد ترقى إلى جرائم حرب أو إبادة جماعية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري للضغط على هذه القوات وداعميها، وخصّ بالذكر دولة الإمارات العربية المتحدة، لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين.

واعتمد التقرير على دمج بيانات من مصادر مفتوحة وتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الاستشعار عن بعد وجرى التحقق من النتائج عبر مطابقة المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي، وشهادات شهود العيان، والتقارير الإخبارية المحلية، مع الأدلة المرئية المستخلصة من الأقمار الصناعية، وفقًا لمعايير التحقق المتعارف عليها في الأبحاث الإنسانية.

وكان مختبر ييل قد حذّر في يوليو 2023 مجلس الأمن الدولي من احتمالية تعرض الفاشر لحصار طويل وانتهاكات واسعة، وهو ما تحقق بالفعل بعد عامين، مع سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع وسط صمت دولي وانتقادات متزايدة لتقاعس المجتمع الدولي عن التدخل.

وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور _ غربي السودان الأحد الماضي، عقب حصار ومعارك لأكثر من عام ونصف،  فيما رافقت سيطرتها اتهامات داخلية وخارجية بارتكاب جرائم حرب عقب فديوهات نشرها عناصر الدعم السريع توثق لهذه الجرائم .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.