حسن مبارك كركساوي يكتب.. “التلاعب بعامل التصحيح”

علي الرغم من ان الكيزان لا يحددون بوعي النسبة المقبولة لكذبهم ، وهذا الأسلوب يبدو دقيقا جدا ، لكل منا حدود يلتزمها عند الغش لانه اذا تخطاها يصير الأمر اثما بينا .

سنحاول لفت الانتباه الي الآليات الداخلية لعامل التصحيح والتوازن الدقيق بين الرغبات المتناقضة للحفاظ علي صورة الذات .

بالنسبة للكيزان تشير بعض الطرق الي انواع انشطة معينة تتسبب في انحلال معاييرنا الاخلاقية بسهولة اكبر .

أن زدنا المسافة النفسية بين التصرف المخادع وتداعياته ، ربما ازداد عامل التصحيح وعليه ستزداد نسبة المشاركة في وسائل التصحيح .

أن تشجيع الكيزان لمؤيدهم علي المزيد من الكذب والغش ، ليس بشئ نريد تعزيزه في المجتمع . وبهدف دراسة بفهم الغش والكذب ، نريد أن نري نوعية المواقف والتدخلات التي قد تتسبب في انحلال المعايير الاخلاقية .

من أجل قياس المسافة الفاصلة بين المال ومدي تأثيره علي الغش والكذب بطريقة محكمة اكثر ، اجري البعض تجربة مماثلة لتجربة المصفوفة ، في هذه المرة اشتملت التجربة علي مجموعة كان بإمكانها أن تغش في غياب المقابل المالي ، كانت لدي المشاركين في تلك المجموعة فرصة الغش بتمزيق ورق الإجابة بشأن عدد المصفوفات التي قاموا بحلها بطريقتهم . وحين انتهي المشاركون من المهمة ، مزقوا ورق اجاباتهم ، وتوجهوا الي الممتحن وقالوا له ، حللت المصفوفات ، من فضلك اعطني استحقاقي من الدولارات .

كان عنصر الابتكار في هذه التجربة هو تلقي ، عملة رمزية ، كانت المجموعة المتلقية للعملة الرمزية مشابهة للمجموعة التي مزقت ورق الإجابة .

اتضح أن المجموعة التي كذبت ليحصلوا علي المزيد من العملات البلاستيكية تضاعف المبلغ النقدي الحقيقي الذي حصلوا عليه بضع ثواني مقارنة بمن غشوا ليحصلوا علي المال مباشرة . واستنادا الي الأبحاث التي اجريتها علي مدار السنوات ، كانت فكرة تقلقني انه كلما قل تواجد العملات النقدية في مجتمعنا ، زاد الانفلات الاخلاقي …

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.