غارات للطيران على “مليط” والدعم السريع تنفذ اعتقالات واسعة بزعم التعاون مع الجيش

قتل عشرة أشخاص على الأقل،الاثنين وأصيب العشرات في غارات جوية مكثفة نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني على مواقع عديدة بمدينة مليط في ولاية شمال دارفور. وفي الوقت نفسه، شنت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة طالت مدنيين في المنطقة بزعم تعاونهم مع القوات المسلحة.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، وسع الطيران الحربي نطاق هجماته التي تستهدف مدنًا عديدة في إقليم دارفور، مما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.

ويأتي التصعيد الجوي في مدن دارفور، الذي لاقى انتقادات لاذعة، بالتزامن مع استمرار الدعم السريع في حشد مقاتليها استعدادًا لشن هجوم جديد يستهدف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في محاولة للسيطرة عليها كآخر المدن المتبقية في إقليم دارفور.

وقال ناشط من مدينة مليط لـ”سودان تربيون” إن “عشرة أشخاص على الأقل قتلوا اليوم، فيما أصيب أكثر من 40 آخرين في غارات جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني”.

وأوضح أن مقاتلة حربية حلقت لوقت طويل في سماء المنطقة قبل أن تسقط نحو عشر قذائف، ثمانٍ منها سقطت في أحياء النصر والقبة وتسببت في تدمير أربع منازل، فيما سقطت قذيفتان في سوق العيش والطواحين، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وتدمير عدد كبير من المتاجر.

وفي سياق آخر، كشف المتحدث عن بدء استخبارات قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 30 شخصًا بينهم تجار وأعضاء في لجنة الطوارئ التي كانت تتولى مسؤولية إدارة المنطقة قبل سقوطها في يد قوات الدعم السريع.

وأفاد بأن قوات الدعم السريع اتهمت المعتقلين بالتعاون مع القوات المسلحة والتورط في إرسال الإحداثيات للطائرات الحربية التي تستمر في قصف البلدة خلال الثلاثة أيام الماضية.

وما زالت مليط تشهد توترات عالية على خلفية اندلاع مواجهات عسكرية بين عناصر قوات الدعم السريع خلال الأسبوع الماضي، تسببت في مقتل 7 من جنود القوات بعد محاولة مجموعة قادمة من ولاية غرب دارفور نهب السوق الرئيسي، تصدى لها أبناء المنطقة.

 

وفي أبريل الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على البلدة التي تبعد نحو 57 كيلومترًا شمال الفاشر بعد معارك ضارية خاضتها ضد القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، والتي كانت تتولى مسؤولية تأمين المنطقة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع العام الماضي.

وتعد مليط من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي في ولاية شمال دارفور، لكونها تقع على حدود الولاية مع الشمالية، ويمر عبرها مسار “الدبة-الفاشر” الذي حددته السلطات الحكومية كمعبر لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان إقليم دارفور.

كما أنها تعد بوابة للمركبات القادمة من دولة ليبيا وتضم واحدة من أكبر النقاط الجمركية في إقليم دارفور.