(التمر) أبرز المحاصيل المتأثرة بتغيرات المناخ شمال السودان

أحدثت موجة السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء واسعة من السودان تغييراً كبيراً في مناخ ولايات الشمال الكبرى، وأثر المناخ غير المعتاد على أشجار النخيل والفاكهة، ويعتمد السكان المحليون بشكل أساسي على محاصيل “التمر والفاكهة” في سبل كسب عيشهم.

كشفت غرفة عمليات طوارئ الفيضانات والسيول بالولاية الشمالية، عن تلفت 8141 نخلة و996 شجرة فاكهة.

وقال عطفي محمد أحمد، وهو أحد السكان المحليين لـ«الغد السوداني» إن التغيير المناخي الذي طراء أدى إلى تلف المحاصيل التي كانوا على وشك حصادها (التمر و المانجو). وتخوف أحمد من ظهور زبابة المانجو جراء المياة التي غمرت الحقول، وتابع “هنالك نقص كبير في المبيدات ما يعرض حقولنا للتلف الكلي بسبب الداء”.

وذكر أحمد أن المزارعون يكافحون وحدهم لتفادي الاضرار الناجمة عن تغير المناخ، قائلا: الدولة ما بتساعد ونحن بنجمع ونحرق ثمار المانجو التالفه برانا عشان ما نفقد السيطرة على مزارعنا.

ويرى الخبير في المنظمة الدولية للأرصاد ـ مكتب إفريقيا، أبوبكر صديق محمد

صالح، أن ما يحدث في الشمالية الكبرى يعد تغييراً في المناخ، وليس مجرد خريف بمعدلات عالية. وتابع “تغيير في المناخ يعود بالمنطقة لمائة عام للوراء، لقد دخلنا مرحلة اللاعودة في المناخ”.

وتعتبر قضية تغير المناخ على رأس التحديات التي تواجه العالم حاليًا. وسبق وأثيرت مرارا في الشمالية في أعقاب التغير الذي بدأ ظاهراً، وأدى إلى هطول أمطار ثلجية على محلية مروي في وقت سابق.

وبينما يعزو الكثيرون هذا التغير المناخي في هذه المناطق إلى سد النهضة، فإن الخبراء المختصين لهم رأي آخر.

في ذات السياق يقول عز الدين منور، وهو مزارع محلي لـ«الغد السوداني»: الإمطار في زمن الحصاد هي سبب خراب ووبال على المزارعين. مشيراً إلى أن المناخ شمالي السودان صحراوي وهي من أكثر المناطق جفافاً في العالم.

بحسب غرفة عمليات طوارئ الفيضانات والسيول بالولاية الشمالية، بلغ عدد الأسر المتأثرة في الولاية جراء السيول والأمطار التي اجتاحت المنطقة مؤخرًا، بلغ 13857 أسرة جراء انهيار عدد من المنازل في أجزاء واسعة بالولاية.

وتقول السلطات المحلية إن اعمال فتح الطرق المتضررة بالضفة الشرقية للمحلية متواصلة بجانب فتح المسارات بالمناطق التي تحاصرها المياه في قرى جزيرة تنقسي لتخفيف حدة الضرر ومعالجة الآثار السلبية للأمطار والسيول التي تعرضت لها المنطقة مؤخرا.

ومنذ نهاية يوليو الماضي تشهد ولايات عديدة بينها كسلا والبحر الأحمر والولاية الشمالية وشرق وغرب دارفور أمطارًا غزيرة وفيضانات وسيول مما ضاعف مأساة مئات آلاف السودانيين المتضررين في الأصل من الحرب التي تمزق البلاد منذ ستة عشر شهرًا.