
الثوب السوداني: أيقونة جمال تتحول الى لغة تضامن على منصات خارجية
الغدالسوداني-موضة
لم يعد الثوب السوداني مجرد زي تقليدي تتزين به المرأة السودانية في مناسباتها الاجتماعية، بل أصبح اليوم رمزًا قويًا للثورة والسلام، وشاهدًا حيًا على نضالات نساء السودان ومكانتهن في صدارة المشهد الوطني. ومن شوارع الخرطوم إلى السجادة الحمراء في المهرجانات الدولية، يواصل الثوب السوداني رحلته الرمزية والثقافية، جامعًا بين الجمال والأصالة، وبين الحداثة والهوية
اعتراف عالمي من اليونسكو
في إنجاز ثقافي مهم، تم إدراج الثوب السوداني ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية قبل اكثر من ثلاث سنوات من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، كأحد رموز الهوية السودانية الأصيلة
هذا الإدراج يؤكد أن الثوب السوداني ليس مجرد زي تقليدي، بل تراث حي يعكس تاريخ المرأة السودانية، وقيم المجتمع، وأساليب التعبير الثقافي المتوارثة عبر الأجيال
أم كلثوم وتمهيد الطريق
في ستينيات القرن الماضي، زارت كوكب الشرق أم كلثوم العاصمة السودانية الخرطوم ضمن جولتها الفنية الهادفة إلى دعم “المجهود الحربي”. وخلال تلك الزيارة، اختارت الظهور بالثوب السوداني، تقديرًا للشعب السوداني ومحبة له، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا وتحولت لاحقًا إلى تقليد يتبعه الفنانون العرب خلال زياراتهم للسودان
ومن بين النجمات العربيات اللواتي ارتدين الثوب السوداني: أصالة نصري، داليا البحيري، إيمان صبحي وبلقيس فتحي، احتراما وتقديرا للمراة السودانية
ميكايلا كويل… إطلالة ثورية على السجادة الحمراء
في مهرجان تورنتو السينمائئ الدولي للعام 2025فاجأت النجمة العالمية جمهورها بإطلالة سودانية ظهرت ميكايلا وهي ترتدي الثوب السوداني، متزينة بمجوهرات تقليدية مستوحاة من الحُلي السودانية، ونقوش الحنّة على يديها، في مشهد استثنائي عبّر عن تضامن فني وإنساني مع نساء السودان اللائى يعانين الامرين جراء الحرب
وفي مقابلة مع مجلة فوغ ، قالت ميكايلا
“لطالما كانت النساء السودانيات في طليعة كل ثورة في السودان، حتى أن عام 2019 وُصف بثورة النساء. ألهمني صمودهن وعزيمتهن، وأردتُ تكريمهن والمساهمة في منح قصصهن منصة للتقدير”
الثوب السوداني في عروض الأزياء العالمية
في السنوات الأخيرة، بدأ الثوب السوداني يظهر في فعاليات ومناسبات دولية كبرى، مثل معرض إكسبو دبي ، حيث تم تقديمه ضمن عروض الأزياء كرمز للأناقة ذات الجذور العميقة
أصبح التوب السوداني يُقدَّم في هذه المنصات لا كرمز فلكلوري فقط، بل كأيقونة من أيقونات الموضة التي تمزج بين الحداثة والهوية، وتُعبّر عن روح إفريقيا الغنية بثقافاتها وملامحها البصرية المتفرّدة
دعم عربي وتضامن نسائي
من بين القصص اللافتة، تلقت الإعلامية التونسية مها الجويني أبان الحراك الشعبي يومها ، هدية غير متوقعة من الناشطة السودانية آلاء صلاح – إحدى رموز ثورة ديسمبر السودانية ،تمثلت في ثوب سوداني تقليدي
ارتدت الجويني الثوب السوداني في إحدى الفعاليات، وقالت إنها تعتبر نفسها من “الكنداكات”، في إشارة إلى الملكات المحاربات في التاريخ النوبي، وإلى رمزية المرأة السودانية في الثورة، ما شكّل موقفًا تضامنيًا واضحًا مع الشعب السوداني ومبادئ ثورته