تقارير: عناصر من حماس والحرس الثوري الإيراني ينسحبون من وادي سيدنا باتجاه إريتريا عقب تصعيد اسرائيلي

الغد السوداني _ وكالات
أفادت تقارير صحفية سودانية أن عناصر تابعة لحركة حماس والحرس الثوري الإيراني غادرت السودان متجهة إلى إريتريا، وذلك بعد ساعات من الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. وتأتي هذه المغادرة في سياق مخاوف متزايدة من عمليات ملاحقة إسرائيلية، خاصة بعد الكشف عن وجود عناصر أجنبية في مواقع عسكرية حساسة داخل السودان، وسط تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب الأهلية السودانية.

وبحسب ما ورد في تلك التقارير، فإن العناصر التي غادرت كانت تتمركز داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية التابعة للجيش السوداني، حيث كانت تضطلع بمهام تتعلق بصيانة وتشغيل الطائرات المسيّرة، إلى جانب تقديم تدريبات متخصصة لعناصر الدفاع الجوي. وأوضحت المصادر أن هذه المجموعة غادرت مدينة أم درمان في اتجاه ولاية كسلا، قبل أن تعبر الحدود إلى داخل الأراضي الإريترية يوم الخميس.

وتتسق هذه المعلومات مع تحليلات دولية تشير إلى أن إيران تسعى إلى ترسيخ وجودها العسكري في السودان، مستغلة الحرب الأهلية كنافذة استراتيجية للتمدد نحو البحر الأحمر. ووفقًا لتقرير صادر عن معهد الدول الخليجية العربية في واشنطن، فإن إيران تقدم دعمًا مباشرًا للجيش السوداني بهدف تعزيز نفوذها في المنطقة، بما في ذلك نقل تقنيات الطائرات المسيّرة وتدريب وحدات الدفاع الجوي، في محاولة لإقامة موطئ قدم دائم على الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر.

ويُعد النظام الحاكم في إريتريا، بقيادة الرئيس أسياس أفورقي، من أبرز الداعمين للجيش السوداني في مواجهته العسكرية ضد قوات الدعم السريع، حيث توفر السلطات الإريترية معسكرات تدريب ميدانية للجماعات والمليشيات المرتبطة بالجيش السوداني، فضلاً عن استقبال الدعم المصري المخصص للجيش ونقله عبر أراضيها إلى داخل السودان. كما تسمح السلطات الإريترية لبعض الجماعات المسلحة السودانية، مثل الجبهة الشعبية لتحرير العدالة ومؤتمر البجا، باستخدام أراضيها كمواقع تدريب عسكري، ما يعكس حجم التنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع تنفيذ عملية عسكرية وصفتها بـ”النوعية” داخل منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، حيث استهدفت القاعدة الجوية بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى تدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات العسكرية. وأكدت قوات الدعم السريع أن العملية شملت استهداف خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني كانوا يعملون في تلك المنطقة العسكرية الحساسة، وذلك دون صدور أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن تلك العملية.

وتشير تقارير أخرى إلى أن إيران، رغم تعرضها لنكسات عسكرية في سوريا ولبنان، لا تزال تسعى إلى تعويض خسائرها عبر توسيع نفوذها في السودان، مستفيدة من غياب القواعد البحرية الأجنبية على الساحل السوداني، باستثناء وجود روسي محدود. ووفقًا لتحليل صادر عن مؤسسة “روبرت لانسينغ” للأبحاث، فإن إيران عرضت على الحكومة السودانية إنشاء قاعدة بحرية في ميناء بورتسودان، بهدف مراقبة النشاط البحري الإسرائيلي وتعزيز قدرتها على التأثير في حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، إلا أن العرض قوبل بالرفض بسبب ارتباط السودان الوثيق بالسعودية.

وفي ظل هذه المعطيات، يرى مراقبون أن السودان بات يشكل ساحة مركزية في صراع النفوذ الإقليمي، حيث تتداخل مصالح إيران وروسيا ومصر وإريتريا، إلى جانب إسرائيل والإمارات، في مشهد معقد يهدد بتوسيع نطاق الحرب الأهلية إلى مستويات إقليمية أوسع. ويُعد البحر الأحمر نقطة ارتكاز لهذا الصراع، نظرًا لأهميته الاستراتيجية في حركة التجارة العالمية، إذ تمر عبره نحو 15% من التجارة البحرية الدولية و12% من النفط المنقول بحرًا، ما يجعل أي تغيير في موازين القوى على سواحله مصدر قلق دولي بالغ.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.