“مسامرات”..محمد ابراهيم الحاج يكتب..”اجترار..دفتر عيادة”

“زماااان كنا بنفرح لماتجينا حمى او ملاريا…. والله جد.. الملاريا او ايا من متلازماتها لما كنا تلامذة في المدارس الحكومية… كانت   بمثابة” درقة” تقيك طابور الصباح في عز الشتاء.  وجلدات الاستاذ للزول البيكون مغبش وأضافرو طويلة.. او البيغيب عن الحصة الأولى.. والتي هي داىما ماتكون حصة رياضيات بحمولاتها وتشعباتها… او حصة التربية الإسلامية المتبوعة دايما  بالتسميع… والويل والثبور وعظائم الامور والعشرة جلدات البتكون محمداك لو كنت ماحافظ..

لكي تقي  نفسك وعثاء الجلد و التسميع و التصلب في طابور الصباح  كان المنقذ الوحيد هو “دفتر العيادة”… الذي كان يحمله أحدهم مكتوب فيه أسماء التلاميذ الماشين العيادة لفحص ماتعتقده من أمراض في بدنك السليم…

والحقيقة انو اغلب التلامذة وقتها بيكونوا ” زايغين” من حصة التسميع.. ولكن طبيب العيادة المدرسية ذو الملامح الصارمة… ونبرات الصوت الحادة بجسده النحيل والبنطلون الذي لم نراه يوما غير محشو في قميص و مكوتو سيف.. كان دايما ما يزجر أولئك “المستهبلين” بعد ظهور نتيجة الفحص واكتشاف انهم “اصحاء… لايشتكي جسدهم من اي علة مرضية”…

كان اوفرنا حدا واكثرنا وغبطة وسرءرا  هو الذي تظهر نتيجة فحصه ” بوزيتيف”… لانه حينها يكون محمولا على اكف الراحة… والدلع…. أما إذا كانت توصية طبيب العيادة ” راحة لمدة اربعة ايام” فهو وقتها يكون قد حقق معظم أحلامه في الحياة….

اربعة يوم راحة يعني…. الصباح متدثر بالبطانية الدافية…وناس البيت يتفرغوا لخدمتك.. دفئا عائليا… انت فيهو البطل وصاحب الطلبات المحالة فورا…. وانت في سريرك.. تتم تغذيتك شوربة الضأن.. والقريب فروت… والبرتقال… بالإضافة إلى امتياز  الحصول على قزازة ” بيبسي” باااااردة.. لك ان تشربها حين تغفل عنك الأعين حتى لايظنون بك ظنون الاستهبال والتمارض… المريض وقتها كان يجب عليه ان يتعزز… ويتم تدليعه وتحنيسه عشان يشرب او ياكل

لعلك وانت في ملك مرضك.. او تمارضك… تلمح نظرات الحسد لدي اصحابك الإحصاء  الذين لم يستطيعوا الحصول على بعض الامتيازات المرضية…

وقتها كان الإصحاء منا  يحسدون المرضى .. ولعلها مفارقة مافي زول ح يحس بيها الا يضوق كبد الصحيان البدري والتشطيف والتمسح بالجرسلين لمنع تشقق الارجل والايادي..

ذات صباح شديد البرودةٍ. .كان اليوم مختلفا لانو الحصة الأولى كانت اختبار رياضيات.. حيث ان كان استاذ المادة كان اكثر المعلمين صرامة و” يجلد الساقطين فيها بسوط اظنو صانعوا براهو لانو وجعو كان قادر ينفذ حتى لاولئك (المردفين)… والترديف لغير الحاضرين زمنه هو لبس اكتر من رداء اتقاءا للجلد..

. المهم… كنا قريب ربع الفصل بنتكالب على دفتر العيادة… وربما ان الطبيب الصارم وقتها احس ان معظمنا او كلنا متمارضين زايغين من الحصة… وقفنا صف وبشراسة بدت على ملامحه بدأ في سوالنا واحدا تلو الاخر.. انت مالك… حاسي بشنو.. حاسي بحمي… وانت.. حاسي بصداع.. حتى وصل عند واحد من زملاءنا المعروف بارتباكه وخوفه الشديد.. ولما سالو عن مرضو رد بسرعة…. ضرسي مولمني وعايز اقلعو… ونحن عارفنو مستهبل وانو كل سنونو واضراسو  سليمة مافيها تسوس او اي مرض..

انتحى به الطبيب لساعة من الزمان وعاد صاحبنا “م” وهو يمسك بفمه ويرسم بسمة زهو….

سالناهو بصوت واحد.. مالك يازول….

رد بابتسامة كبيرة منتصرة

” الدكتور قلع لي ضرسي واداني تلاتة يوم اجازة”

مدخل حنين للماضي…

تزي من سرق الوتر
وبث الصمت في اغاني الوطن

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.