الهادي صادق محمد يكتب.. “ماذا ينقص خطاب التعايشي”؟

قراءة في الخطاب

جاء خطاب السيد التعايشي الأول بنبرة واثقة وأداء مفعم بالحيوية، الأمر الذي منح المتحدث حضورًا قويًا وترك انطباعًا إيجابيًا لدى الجمهور. غير أن الخطاب، على الرغم من قوته الشكلية، افتقد إلى المضمون الذي يُنتظر من أول خطاب لرئيس وزراء. فقد اتسم بالعمومية ولم يتضمن موجهات واضحة أو برنامجًا يشبه “المنفستو” الذي يحدد ملامح الحكومة الجديدة.

الخطاب لم يتطرق إلى قضايا أساسية مثل السياسة الخارجية وكيفية انتزاع تمثيل السودان في المحافل الدولية، ولا إلى فرص تحقيق السلام أو تعزيز السلم المجتمعي. كما خلا من أي إشارات لسياسات اقتصادية أو خطط لتوفير الخدمات الأساسية والحيوية، فضلاً عن غياب الحديث عن الانتقال إلى الحكم المدني واستعادة الديمقراطية.

إلى جانب ذلك، شابت الخطاب أخطاء نحوية أثرت على قوته، ما يجعله في حاجة إلى مراجعة وصياغة جديدة. وبالنظر إلى التحديات التي تواجه السودان، يظل المتوقع أن يقدم رئيس الوزراء خطابًا أكثر وضوحًا، يحدد فيه خريطة طريق للحكومة ويرسم معالم المرحلة المقبلة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.