
تمهيدية الأطباء لـ”الغد السوداني”: ظهور حمى مجهولة “مميتة” بولاية الجزيرة
الغد السوداني: هبة علي
قالت أخصائية الباطنية والاوبئة _ عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان د. أديبة إبراهيم ، إن الوضع الصحي متفاقم وكارثي في مدينتي الخرطوم وامدرمان، مشيرةً إلى الانتشار الواسع لحمى الضنك والملاريات بأنواعها، حيث بلغ عدد المصابين بحمى الضنك في العاصمة حوالي 890 ويشمل هذا العدد المحصورين فقط ،فيما سُجلت 187 حالة وفاة ،بينهم أطفال وكبار السن ونساء حوامل.
و اوضحت أديبة بتصريحها لـ”الغد السوداني” ، ان الوضع الصحي تفاقم بسبب كثرة البعوض والذباب مع انقطاع التيار الكهربائي ،والمياه الملوثة وغير الصالحة للشرب ،بالاضافه إلى البرك والمياه الراكدة التي تغطي كافة الشوارع ، بجانب أن المجاعة وارتفاع الاسعار والظروف المادية القاهره أدى إلى ضعف المناعة والاصابة بالامراض .
و نوهت إبراهيم الى إرتفاع أعداد المصابين بحمى التايفويت والدسنتاريا الاميبية ،لافتةً إلى عدم توفر الأدوية والمحاليل الوريدية ونقص المعامل والجهاز الذي يستخدم في حمى الضنك.
وأضافت: “ظهرت حالات كثيرة من حمى الشكنقونيا ،اما الملاريا فقد عمت جميع الولايات بالسودان بأنواعها المختلفة ، و أدت إلى وفيات كثيرة.
وقطعت إبراهيم بأن الوضع الصحي خطير جداً، كاشفةً عن ظهور حمى مجهولة في ولاية الجزيرة بمنطقة ابو عشر والقرى التي تحيط بها، “وتقع مدينة أبو عشر في ولاية الجزيرة محلية الحصاحيصا ،على بعد ١٠٠ كليومتر تقريباً من العاصمة”.
وأردفت: ” الحمى المجهولة تستمر مع الشخص لمدة يوم أو يومين و يفارق المريض الحياة، والوفيات يومياً بين (5 _ 6) حالات.
وبيّنت: “في البداية أعتقدوا انها ضنك لكن بعد الفحص تم نفيها ، ولم تعرف أسباب الحمى المجهولة وما ان كانت بسبب التلوث في الماء او الجو او البعوض”.
وتابعت أديبة: يجب التنويه إلى أنه بعد تحرير المنطقة كان بها أعداد كبيرة من الجثث و صدرت أوامر بمنع المواطنين من التخلص منها بعد ٣ أسابيع حتى الإنتهاء من الدفن”.
وذكرت ان المنطقة تعاني من إنقطاع الكهرباء و تواجه مشاكل في المياه ، بحانب وجود “خراطيش” مقطوعة في كل الشوارع ،الأمر الذي يمكن أن يقود إلى تلوث المياه بسبب تحلل الجثث”.
وزادت: ” نتمني ان يصدر بيان من الجهات المسؤولة والرسمية عن ما يحدث”.
وناشدت أديبة وزارة الصحة والمحلات والولات والمنظمات الصحية منظمة الصحة الدوليه والصليب الاحمر وكل المنظمات التطوعية والدولية للوقوف على الوضع الصحي الكارثي.
كما ناشدت الامم المتحدة والمجتمع الدولي للمساعدة لوقف حرب السودان،التي اعتبرتها سبب كل هذا الدمار والمرض .