
برنامج الأغذية العالمي يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
الغد السوداني _ متابعات
حذر المتحدث الوطني باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، محمد جمال الدين، من تفاقم كارثة إنسانية واسعة النطاق في البلاد، مشيرًا إلى أن نحو 24 مليون شخص، أي ما يقارب نصف سكان السودان، يعانون حاليًا من الجوع الحاد بسبب استمرار الصراع المسلح.
وأوضح أن المناطق الأكثر تضررًا تشمل الفاشر، كادوقلي، والدلنج، حيث تواجه هذه المناطق حصارًا خانقًا يمنع وصول المساعدات، وأفادت تقارير ميدانية من الفاشر بأن بعض المدنيين اضطروا إلى أكل طعام مخصص للحيوانات أو حتى النَبَات الجاف للبقاء على قيد الحياة.
وأشار جمال الدين خلال مداخلة تلفزيونية”، إلى أن أزمة النزوح الداخلي تُمثّل تحديًا كبيرًا للبرنامج بسبب صعوبة تحديد مواقع النازحين والوصول إليهم، خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية، وبينما حصل البرنامج على تصاريح من الحكومة السودانية لإدخال المساعدات إلى الفاشر، ما تزال قوات الدعم السريع تمنع دخول القوافل الإنسانية، ما يُفاقم من حجم الأزمة.
ولفت إلى أن سوء التغذية ينتشر بين الفئات الهشة، وخاصة الأطفال والنساء، حيث يُقدّر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية بأكثر من 3.6 مليون طفل، إضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات، وهي أرقام قديمة نسبيًا بسبب تعذر الوصول إلى البيانات الميدانية المحدثة.
وفيما يتعلق بتمويل العمليات الإنسانية، أوضح جمال الدين أن برنامج الأغذية العالمي يواجه عجزًا يفوق 600 مليون دولار لتغطية الاحتياجات خلال ما تبقى من العام، ما يضطره إلى تقليص الدعم أو المفاضلة بين الفئات المتضررة، مؤكدا أن الأولوية القصوى الآن هي فتح ممرات إنسانية عاجلة إلى الفاشر والمناطق المحاصرة الأخرى.
وحذر من أن الوضع يتجه نحو كارثة إنسانية أكبر إذا استمر غياب الوصول الإنساني، قائلاً: “لا يمكن تخيل أن يضطر إنسان في 2025 إلى التغذي على بقايا طعام الحيوانات أو النَبَات الجاف، ومع ذلك هذا هو واقع المدنيين في الفاشر”.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى نزوح ملايين المدنيين وانهيار مؤسسات الدولة.
وتواجه مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور حصارًا خانقًا منذ أشهر، تسبّب في انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وارتفاع حاد في معدلات الوفيات بين السكان المحاصرين.