زلزال أفغانستان.. 5 أسباب وراء الدمار الكبير رغم القوة المتوسطة 

الغد السوداني _ وكالات

لقي ما لا يقل عن 622 شخصا حتفهم وأصيب أكثر من 1000 آخرين إثر زلزال ضرب شرق أفغانستان فجر الاثنين، رغم أن قوته لم تتجاوز 6 درجات.

وتعد درجة الزلزال على مقياس ريختر متوسطة مقارنةً بالزلازل الكبرى، كالذي ضرب تركيا في عام 2023، إلا أنه كان شديد التدمير لعدة أسباب مترابطة، يذكرها الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

ويقول الهادي لـ”العين الإخبارية”، إن أول هذه الأسباب هو “العمق الضحل”، حيث وقع الزلزال على عمق 8 كيلومترات فقط تحت سطح الأرض، وهو ما جعله أقرب إلى التجمعات السكانية، وتطلق الزلازل الضحلة عادةً طاقتها على سطح الأرض مباشرة، مما يضاعف من تأثيرها المدمر مقارنة بالزلازل الأعمق حتى لو كانت بنفس القوة.

ويزيد من التأثير المدمر “التضاريس الجبلية الخطرة”، فالمكان الذي ضربه الزلزال يقع في منطقة جبلية وعرة قريبة من الحدود مع باكستان، وهذه التضاريس تجعل القرى معزولة ويصعب الوصول إليها، كما تكون معرضة بشدة للانهيارات الأرضية التي تزيد الخسائر وتعيق عمليات الإنقاذ، كما يوضح الهادي.

وتأتي “الهزات الارتدادية المتلاحقة”، كسبب ثالث يشير إليه الهادي في تعليقه على القوة التدميرية، فمنذ وقوع الزلزال الأول، شهدت المنطقة ما لا يقل عن خمس هزات ارتدادية تراوحت قوتها بين 4.5 و5.2 درجة، ومثل هذه الهزات قد تطيح بمبانٍ أضعفها الزلزال الرئيسي، ما يفاقم الأضرار والخسائر البشرية.

ويرافق هذه الأسباب الثلاثة “ضعف في البنية التحتية”، حيث تعاني أفغانستان من هشاشة البنية التحتية، خاصة في المناطق الريفية، وتبنى المباني في القرى الجبلية غالبا بمواد بسيطة لا تتحمل الاهتزازات القوية، وهو ما يضاعف عدد الضحايا عند وقوع أي زلزال.

ويختم الهادي بالسبب الخامس وهو “الموقع الجيولوجي النشط”، إذ تقع أفغانستان على التقاء الصفيحتين الهندية والأوراسية، وهي منطقة نشطة زلزاليا شهدت خلال الأعوام الماضية عدة زلازل مدمرة، من بينها زلزال عام 2022 الذي أودى بحياة نحو 1000 شخص، وزلازل ولاية هرات في 2023 التي قتلت أكثر من 1500 شخص.

وتأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات إنسانية متلاحقة، من جفاف استمر أربع سنوات، وتراجع في إنتاج المحاصيل، إضافة إلى عودة أكثر من 2.3 مليون لاجئ من إيران وباكستان هذا العام، مما يضعف قدرة الناس على مواجهة الصدمات الطبيعية.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.