
رابطة العالم الإسلامي تدين استهداف شاحنات برنامج الأغذية في السودان
الغد السوداني _ متابعات
أدانتْ رابطةُ العالم الإسلامي -باستنكارٍ شديدٍ- استهداف شاحنات تابعةٍ لبرنامج الأغذية العالمي في جمهورية السودان، في انتهاك خطِر لكل القيم الدينية والقوانين الدولية، بينما يعاني الشعب السوداني تداعيات الحرب وويلاتِها.
وندَّدت الرابطةُ عبر بيان الجمعة، باستهدافِ المدنيين والمنظّمات الإغاثية والعاملين فيها، مؤكِّدةً ضرورةَ الامتثال للقوانين الدولية ذات الصلة، ومضامين “إعلان جدة” بشأن حماية المدنيين، وضمان أمن ممرّات المساعدات.
وتعتبر رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية دولية، تأسست عام 1962 بمكة المكرمة، وتضم في عضويتها هيئات ومؤسسات ومجامع فقهية وشخصيات إسلامية من مختلف الدول. مقرها الرئيسي في مكة، وهي تحظى بدعم كبير من المملكة العربية السعودية.
وجدّدت الرابطةُ التأكيدَ على الوقوف معَ السودان وشعبِه في هذه الظروف العصيبة، داعيةً الأطرافَ كافّةً إلى تغليب المصلحة العُليا لبلادهم، وسلوك مسارِ الحوار الجادِّ والفاعل، والالتزام بمُخرَجات “محادثات جدة”، وصولًا إلى حل سياسي شامل يحفظ وحدة السودان، ويحقق تطلعات شعبه.
وتبادل طرفا النزاع في السودان، الجيش والدعم السريع، الاتهامات بشأن استهداف قافلة مساعدات إنسانية في شمال دارفور.
ففي الأربعاء الماضي، قالت قوات الدعم السريع، إن طيران الجيش استهدف قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي مكوّنة من 16 شاحنة، مما أدى إلى تدمير شاحنتين أثناء وجودها داخل حظيرة جمارك مليط. وأضافت أن القصف طال أيضًا سوق مليط والنقطة الجمركية، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
غير أن الجيش السوداني نفى في بيان أصدره مكتبه الإعلامي يوم الخميس، صحة رواية الدعم السريع، واعتبرها “مضللة” و”محاولة للتغطية على جريمة استهداف القافلة نفسها بالمنطقة”.
وأضاف البيان أن ما ورد “محض أكاذيب معهودة” تهدف –بحسب وصفه– إلى “تزييف الواقع وذر الرماد على الأعين، في وقت تتواصل فيه انتهاكات المليشيا منذ إشعالها الحرب ضد الوطن والمواطن”.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربًا دامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة، في واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.
وانعكست المعارك بشكل مباشر على الأوضاع الإنسانية، حيث تعاني مناطق واسعة من انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأوبئة وانهيار الخدمات الأساسية.
وتقول منظمات الإغاثة إن وصول المساعدات أصبح بالغ الصعوبة، بسبب القيود المفروضة من الطرفين، وكثرة الهجمات التي تستهدف القوافل والمخازن، إضافة إلى تعطل خطوط الإمداد وانعدام الضمانات الأمنية.
وتحذر الأمم المتحدة ووكالاتها من أن الملايين، ولا سيما في دارفور والخرطوم وكردفان، يواجهون خطر المجاعة، بينما لا تزال الجهود الإنسانية محدودة بفعل النزاع الدائر وعدم التوصل إلى ممرات آمنة ومستقرة لتوصيل المساعدات.