عبير الأنصاري .. مصممة أزياء تكتب قصة التراث السوداني على القماش

سهام صالح

صحفية سودانية

 

ساعدها شغفها بالتراث والتقاليد في الاحتفاء بالجمال بشكل مختلف، فكانت السودانية عبير الأنصاري تعيد اكتشاف التراث السوداني من خلال قطع أزياء تحمل اسم “ريده”، بأسلوب لا يشبه الآخرين.

نشأت عبير في الكويت، حيث قضت طفولتها وأكملت جميع مراحلها الدراسية حتى المرحلة الثانوية، قبل أن تنتقل إلى القاهرة لدراسة الأدب الإنجليزي في جامعة عين شمس. هناك بدأت رحلتها المهنية في الإعلام، حيث عملت في عدد من المؤسسات المصرية، قبل أن تظهر كمذيعة في بعض القنوات السودانية، إلى جانب تدريبها في مجالات الإعلام. لاحقًا، استقرت في الولايات المتحدة، حيث واصلت العمل في الإعلام، لكن هوايتها القديمة في تصميم الأزياء ظلت تنبض بالحياة داخلها، إلى أن قررت  أن تحترف المجال بشكل كامل.

عبير التي تؤمن أن لكل قطعة روح، اختارت لعلامتها اسمًا بسيطًا وعميقًا في آنٍ معًا: “ريده”. لم يكن اختيار الاسم عشوائيًا، بل رسالة محبة مزدوجة: حبها للتصميم، وحبها الأعمق للسودان. ومن هذا الحب، وُلدت تصاميم تحمل الملامح السودانية من الأقمشة إلى التفاصيل الدقيقة.

تقول عبير إنها بدأت فعليًا أولى محاولاتها في التصميم قبل نحو عشر سنوات في القاهرة، لكنها لم تكن منتظمة بسبب التزامها بالإعلام. وبعد عودتها لأمريكا، منحت الموهبة فرصة لتتطوّر إلى مشروع احترافي، فكانت النتيجة عروض أزياء في مصر وأمريكا، وكوليكشنات استثنائية مستوحاة من مفردات التراث السوداني.

“أتنينا” هو اسم مجموعتها الأخيرة، المستوحاة من شرق السودان بكل ما يحمله من تنوع بيئي وثقافي. تقول: “استلهمت التصاميم من البحر والصحراء، من الشعب المرجانية والأسماك، من الجمال واللهجات والودع والجبنة، وكل ما يعكس روح المكان”.

لكن “أتنينا” لم تكن البداية، فقد سبقتها مجموعات أخرى مثل “النخيل” المستوحاة من أطباق السعف، و”جرتق” المستلهمة من مفردات الزينة والطقوس السودانية، مثل السوميت والهلال وقمر بوبا.

أقرب القطع إلى قلبها؟ تجيب بثقة: “التي استوحيتها من أطباق السعف الملوّنة، لأنها ببساطة تشبهني وتعكس عمق الهوية السودانية، وقد صممت منها توبًا وشنطة ودراعة، وهي القطع الأكثر طلبًا حتى الآن”.

تبدأ عبير رحلة تصميمها بالفكرة، ثم القماش، الذي تصممه بنفسها، وتحرص أن يكون مميزًا وخاصًا. أحيانًا يرشدها القماش لشكل التصميم، وأحيانًا العكس. بعدها تضيف لمستها من العمل اليدوي، لتولد كل قطعة وفيها شيء من التراث، وشيء من الذاكرة، وكثير من الحب.

تقول  الأنصاري  أنها تصمم للجنسين وتوظف عدد من القطع لتصلح للاكثر من شكل وهذا يشكل تحدى كبير للاي مصمم لكنها استطاعت أن  ترضي جمهورها ومحبي التراث وعن محبي فنها تقول الانصاري أن الاجيال الشابة التي تربت خارج السودان لديها شغف وولع بكل ماهو سوداني حتى النخاع لذا تصميمها تشد انتباهم وتلقى كثير من الصدى لديهم.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.