
الفاشر على حافة الفناء” : قوى سياسية سودانية تدعو إلى فتح ممرات إنسانية وتطالب بالتدخل الدولي
الغد السوداني_متابعات
دعت قوى سياسية في السودان، الخميس، الى فتح ممرات إنسانية لتوصيل الغذاء إلى مدينة الفاشر بشمال دارفور، ونددت باستمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، وتصاعد الهجمات إلى مستويات تُنذر بفناء السكان.
وانعدمت معظم السلع الغذائية في الفاشر، بما في ذلك الدخن والذرة الرفيعة، فيما بات الأمباز ــ بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت منه ــ على وشك النفاد، بعد أن اعتمده معظم سكان المدينة غذاءً رئيسيًا طوال أشهر.
وقالت قوى سياسية ولجان مقاومة، في بيان مشترك، إنها “تُدين الحصار الوحشي على الفاشر” واعتبرت ما يحدث جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وحملت قوات الدعم السريع مسؤولية “القتل والتجويع والترويع، واستهداف المدنيين والمرافق الصحية والخدمية”.
وطالب البيان بضرورة وقف إطلاق النار في الفاشر فورًا، مع انسحاب الدعم السريع من محيط المدينة، إضافة إلى فتح ممرات إنسانية بإشراف دولي لتوصيل الغذاء والأدوية والمياه والوقود، وتأمين العمل الإنساني دون عوائق.
وتمنع الدعم السريع وصول الإغاثة والأدوية إلى الفاشر منذ أبريل 2024، بعد سيطرتها على طرق الإمداد الرئيسية، قبل أن تُشدد الحصار بتهجير سكان المناطق حول المياه لمنع تهريب السلع، ضمن محاولات السيطرة عليها.
ودمرت القوات معظم مصادر المياه والأسواق والمستشفيات في المدينة، كما عطّلت سُبل العيش، مما جعل الوضع في الفاشر ــ التي لا يزال يعيش فيها 300 ألف مدني ــ بمثابة كارثة.
وطالب البيان المشترك بضرورة إجراء تحقيق مستقل بشأن ما يجري في الفاشر، مع تحريك آليات المحاسبة الدولية حيال جرائم الحرب والمجازر، بالاستناد إلى الأدلة التي جمعتها المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم ضد الإنسانية وتجويع المدنيين.
وصدر البيان عن حزب الأمة القومي بقيادة محمد عبد الله الدومة، الاتحادي الديمقراطي ــ الأصل بزعامة جعفر الميرغني، والأمانة العامة للتجمع الاتحادي-، التيار الوطني، والحزب الوطني الاتحادي، وتنسيقية لجان المقاومة ــ الفاشر، وحركة الحقوق الشبابية، ولجان مقاومة الدروشاب.
وقالت هذه التنظيمات إنها تتابع بـ”قلق بالغ ووجع عميق ما تتعرض له الفاشر من كارثة إنسانية غير مسبوقة، بسبب الحصار والهجمات التي تشنها الدعم السريع، والتي تصاعدت خلال الأسابيع الماضية إلى مستويات تُنذر بفناء المدينة وسكانها”.
وأشارت إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يعيشون تحت حصار يمنع وصول الغذاء، وسط انعدام كلي للسلع، وغياب مقومات الحياة، بعد إغلاق الأسواق ومنع وصول الإغاثة، وتوقف المطابخ الجماعية التي كانت تُطعم آلاف المحتاجين يوميًا.
وأفادت بأن مستشفيات أصبحت معطّلة وسط انتشار أمراض الكوليرا، وسوء التغذية الحاد، مع غياب شبه كامل للرعاية الصحية والمياه النظيفة.
ونشرت الأمم المتحدة في 8 يوليو الحالي تقييمًا أظهر أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح في الفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وذكر البيان المشترك أن كثيرًا من سكان الفاشر اضطروا إلى تناول أعلاف الحيوانات “الأمباز” من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل العجز عن توفير الغذاء.
وعبّر البيان عن تضامن التنظيمات مع أهالي الفاشر والنازحين والمقاومين للحصار، الذي وصفه بالجائر، مشددًا على أن المعركة من أجل الحياة في المدينة “هي معركتنا جميعًا، وأن الصمت تواطؤ مع مشروع الإبادة الذي تتعرض له”.