
” بعضها مملوكة لنظام البشير”.. شركات تبدأ استخلاص الذهب بـ “السيانيد” وسط رفض شعبي
الغد السوداني_متابعات
قالت مصادر موثوقة، إن شركات، بعضها مملوك لقادة في نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بدأت في استخلاص الذهب باستخدام مادة “السيانيد” منذ مطلع يوليو الجاري، في منجم بجنوب كردفان وسط رفض شعبي.
وأفادت المصادر أن شركات التعدين، التي تعتمد على مادة السيانيد في عمليات معالجة مخلفات الذهب (الكرتة)، بدأت أنشطتها التشغيلية في منجم “باجون” الذي يقع في وحدة “البحير” الإدارية بمحلية قدير.
وأشارت إلى أن هذه الشركات شرعت في حفر الأحواض الخاصة باستخدام مادة السيانيد، كما بدأت في تجميع الكرتة من منطقتي أبوجضام وباجون تمهيدًا لبدء المعالجة الكيميائية لاستخلاص الذهب منها.
وكشفت عن حملة رفض لاستخدام السيانيد في المنطقة، حيث شكّل ناشطون تنظيمًا احتجاجيًّا أطلقوا عليه اسم “لجنة الشباب الرافض للسيانيد”، في خطوة تعكس رفضًا شعبيًّا متصاعدًا لاستخدام هذه المادة الخطرة التي تشكل تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان والحيوان والبيئة على حد سواء.
وأفادت المصادر أن معظم الإدارات الأهلية في المنطقة وافقت على استخدام السيانيد.
وقالت إن 16 شركة تعدين على الأقل بدأت في تجهيز مواقعها وحفر الأحواض تمهيدًا لبدء عمليات الإنتاج، من بينها شركات مملوكة أو تابعة لمسؤولين في النظام السابق.
وحصلت “دارفور24” على وثائق تكشف أسماء الشركات، من بينها شركة باجون للأعمال المتقدمة المملوكة لوالي جنوب كردفان السابق آدم الفكي.
وتضمنت الشركات العاملة: شركة أعمال عمر فيصل التي يديرها بهاء الدين، شركة مرفأ للحقول المتكاملة التي يشرف عليها حسن علي صالح، شركة يوماين التي يديرها حافظ إبراهيم، شركة أحمد السقدي التي يديرها عبد الله صالح.
وتعمل في المنجم شركات أخرى، شملت شركة السنوار التي يديرها نجم الدين سليمان، شركة قولد استون للتعدين التي يشرف عليها حامد الشريف، شركة أبروزة التي يديرها الأمين الكمين، شركة المتعاهدون، شركة كونكوريب المملوكة لمعاوية محمد جار النبي، علاوة على أعمال رضوران التي يديرها معتز أحمد الحاج.
وقالت المصادر إن حالة من القلق والترقّب تسود المنطقة، في ظلّ مخاوف متزايدة من آثار استخدام السيانيد، وسط مطالبات من الأهالي والناشطين بضرورة إخضاع هذه الأنشطة للمراجعة البيئية والرقابة القانونية الصارمة، حفاظًا على أرواح المواطنين ومواردهم الطبيعية.
يُشار إلى أن استخدام السيانيد في عمليات التعدين يُعتبر قضية جدلية في العديد من محليات ولاية جنوب كردفان، حيث تصاعدت الاحتجاجات خلال السنوات الماضية نتيجة للتلوث الذي تسببه هذه المادة الكيميائية السامة، والتي تؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي، ونفوق المواشي، وتهديد مصادر المياه الجوفية.